وتحجر الدمع فى العيون وسكن الحزن القلوب

27 فبراير 2019آخر تحديث :
وتحجر الدمع فى العيون وسكن الحزن القلوب
محمد جمال

حينما يتحجر الدمع فى العيون ويتجلط الدم فى العروق وتندهش الوجوه ويسود الحزن فى البيوت وتتشح البلاد بالسواد ، لا تسألنى عن السبب فالموت حقيقه .. ولكن .. هل يمر حادث محطة مصر مرور الكرام وتسدل الستائر حول هذه الواقعه التى اهتزت لها القلوب وخلفت الاما وجراحا لن تندمل بسهوله ..

من تابع الفيديوهات والصور التى حملت أبشع كارثه انسانيه مرت بها مصر فى السنوات الاخيره لن يحتمل مثلى هذه الالام البشعه ، فما ذنب الاطفال التى احترقت .. ما ذنب الشباب الذى عاش الموت محترقا دون أن يجد من ينقذه .. ما ذنب النساء والشيوخ .. ما ذنب الزوجات التى ترملت ، ما ذنب الصغار الذين تيتموا ، كل هؤلاء سقطوا فى مأساه انسانيه بطلها الاهمال واللامبالاه .. حتى قبل أن نعرف الاسباب الحقيقيه للحادث ..

سقط هؤلاء ضحايا ونحن نتحدث عنهم .. ومهما كانت الاسباب فهؤلاء سقطوا نحتسبهم شهداء عند الله يرزقون وندعو أن يتقبلهم فى فسيح جناته .. ماذا سيجنى هؤلاء جراء اقاله او استقاله وزير النقل ..

ماذا سيحصد ذويهم جراء توقيع أقصى عقوبه على المتسبب فى الحادث .. نحن نتحدث عن مأساه انسانيه بكل المقاييس .. عشرات الضحايا التهمت أجسادهم النيران ونحن نتفرج على فيديوهات مرعبه وكأنك أمام أحد أخطر أفلام الرعب فى العالم .. وللاسف كلنا الان نمصمص الشفاه ونتأوه ولكن لا أحد فينا يشعر بما يشعر به أهل الضحايا .. ما أصعب لحظات الالم وما أقسى الدموع حينما ترفض الخروج من المقل ..

ما أصعب لحظات الشعور بالالم وأنت تشاهد مراحل احتراق الضحايا .. يا كل هؤلاء توقفوا عن النحيب .. توقفوا عن الصراخ والعويل .. ففى كل بيوت المصريين احزانا وجراحا لن تندمل ابدا ..

كلنا نشعر بالاسى ولن يوقف هذا الشعور سوى تقديم كل المسئولين عن الاهمال والمتسببين فى هذا الحادث لمحاكمه علنية عاجله .. فما عاد الوقت يسمح بمسكنات ما عاد الوقت يسمح بالتطبيل والتهليل والتبرير ..

قفوا مع أنفسكم لحظات وتخيلوا انكم ذوى وأهل الضحايا .. تخيلوا أنكم انتم الضحايا .. ماذا يعوض أب عن فقدان ابنه بهذه الصوره البشعه من يغمض عين طفل شاهد أبيه يموت بهذه الصوره البشعه .. من يضمد جراح أم رأت ابنها يحترق بهذه الصوره البشعه .. حادث محطة مصر ، سيظل شاهدا على الاهمال فى سكك حديد مصر لسنوات وسنوات ولن ينسى بسهوله لا تتحدثوا عن بطولات زائفه ، أو شعارات خاويه ..

فألامر جل خطير وينبغى محاسبة المسئولين عنه .. ينبغى الوقوف حداد طويلا على هذه المأساه .. كلنا أهل هؤلاء الضحايا .. كلنا أهل المحترقين فى كارثه محطة مصر .. يا من تحاول تهوين الامر وتبريره والدفاع عن الحكومه .. اليوم دنيا وغدا اخره تذكر أن الله بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن يحاول ازهاق روح برئ ..

فالدماء الذكيه الطاهره لا تسيل بدون ذنب أبدا وهؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لذنب لم يرتكبوه ستطارد دمائهم الطاهره كل من تسبب فى الحادث ابد الدهر ..

ستطارد لعنتهم كل من يحاول ان يدافع بالباطل عن الفاسدين .. ترثيوا فهناك اله حى يسمع ويرى ..

اللهم تقبل هؤلاء الشهداء فى جنات عدن وأجعل مثواهم الفردوس الاعلى وصبر الهم وذويهم وادخل سكينتك على قلوبهم .. اللهم أشف المصابين والجرحى وأسدل سترك عليهم وعافيهم .. الله أمين وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تسبب فى ازهاق هذه الارواح وخلف الحزن الاسى فى القلوب .. وأسكن الالم والهم والغم البيوت .. اللهم أنت الوكيل وكفى

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق