«المكان والزمان مخيمان بالحزن والدموع تتساقط بالكاد في كل مكان».. هكذا عاش أهالي قرية كفر النصر بمحافظة الدقهلية، على تلك الحالة المأساوية بسبب الواقعة البشعة التي لحقت بهم، ففور دخولك المنطقة الشعبية بالشارع الرئيسي تجد أوراق مبعثرة في كل مكان، ونساء يجلسن على أبواب بيوتهن وقد زالت من وجوههن علامات الفرح، وعلى الجانب الأخر رجال جالسون على شبه حلقات يتحدثون في استغراب، وفي المقدمة تلك البيت المشؤوم الذي يقطن فيه عزرائيل من 7 أيام ولم يخرج منه إلا بالقضاء على أهله تمامًا.
«الأب سند».. جملة صغيرة تتطرق إلى الأذهان دائمًا تعبر عن دور الأب في حيات العديد من الأبناء، ولكن في تلك الآونة الأخيرة انقلب الحال رأسًا على عقب، وتغيرت المقولة إلى العكس حتى أصبح الأب هو من ينهب ويقتل ويرتكب الجرائم في حق أولاده.
نحن اليوم أمام قضية بشعى تقشعر منها الأبدان، حيث تنفذ برعاية الأب الذي غاب عقله إلى لحظات قليلة فتدمرت حياته، ففي البداية منذ أيام شن الأب جريمته الإجرامية بقتل زوجته وشريكة حياته، أمام أولادها وفلذة كبدها، بسبب حالة نفسية كان يمر بها، ثم فر هاربًا من المنزل حائرًا بين الشوارع لا يجد مأوي، حتى انتهى به المطاف بعد سبع أيام إلى منزل أقاربه، يحاول الهروب به، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بالرفض التام من الأهالي، ما دفعه إلى اشعال النيران في بدنه.
الواقعة كانت بدايتها يوم الأحد الماضي، حينما استقبل مدير أمن الدقهلية اللواء محمد حجى إخطارًا من العميد محمد شرباش يفيد بسماع أحد أهالى قرية كفر النصر بكاء أطفال جيرانه وعندما توجه لاستعلام الأمر وجد والدتهم وتدعى سحر رأفت 35 عامًا مذبوحة داخل الشقة والأطفال بجانبها فى حالة خوف وفزع.
وبتقنين الإجراءات وتفريغ الكاميرات وسماع أقوال شهود العيان، توصل رجال مباحث مركز شرطة ميت غمر إلى أن زوج القتيلة هو القاتل وتم استصدار أمر ضبط وإحضار للمدعو هانى سمير 38 سنة عامل.
وحاول المتهم الهرب والاختباء عند أقاربه الذين رفضوا استقباله ما دفعه إلى سكب بنزين على ملابسه وإشعال النار فى نفسه وتم نقله إلى مستشفى ميت فمر المركزى وفى حالة خطرة.
ومن جهته قال مختار عطيه أحد أقارب “هانى سمير ” إن قريبه حاول الاختباء لديه فى المنزل هربًا من قوات الأمن إلا أنه رفض ذلك قائلًا ” إزاى جالك قلب تقتل مراتك وعيالك موجودين وتسيبهم وتمشى إزاى حد هيثق فيك بعد كده”.
وأضاف عطية أن رفض دخول القاتل إلى منزله معللًا ذلك أنه شخص لا يتحمل المسئولية يسير وراء غرائزه وشهواته.
وبسؤال جيران “الضحية” أكدوا أن هناك خلافًا نشب بين الزوج والزوجة حول بيع المنزل المقيمين فيه وسماع صراخ وعويل من داخل الشقة، إلا أن هذه الأصوات هدأت لفترة وجيزة وخرج الزوج من المنزل حتى انهار الأطفال فى البكاء والصراخ وإرسال الاستغاثات ليتفاجأ الجيران أن الأم غارقة فى دمائها والأطفال فى حالة خوف وفزع.