بقلم اللواء دكتور : طارق خيرت
بدأت حياتى العملية كضابط شرطة في العمل الميداني أكثر من العمل المكتبى، حيث كنت المستجيب الاول فى العديد من الازمات، مما دفعنى الى اللجؤ للجامعات ومراكز الابحاث، للاستفادة من الناحية الاكاديمية فى المواجهة العملية والتطبيقية، وفى الحقيقة وجدت العديد من الدراسات والابحاث الاكاديمية الجيدة، ولكنها فى التطبيق العملى لا تناسب الواقع. وهذا ما دفعنى الى الدراسة الاكاديمية حتى اجد حلول عملية تناسب الواقع العملى.
وبالفعل وجدت ضالتى من خلال دراستى بدبلوم ادارة الازمات بالدراسات العليا بكلية التجارة جامعة عين شمس، حيث استوقفنى مقرر ( دور نظم المعلومات فى ادارة الازمات )، وعلى وجة التحديد موضوع النظم الخبيرة (Expert System ) كأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى ادارة الازمات.
وليس هدفى من هذا الموضوع كيفية عمل تطبيقات للذكاء الاصطناعى فانا لست مؤهلا ولا متخصص فى نظم المعلومات أو الحاسب الالى بل هدفى هو الاستفادة من الخبرات البشرية فى مختلف مجالات ادارة الازمات، الامنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية والتعليمية……الخ، وعمل قاعدة معرفية لهذة الخبرات النادرة والمميزة فى كل مجال قبل فقدها سواء بالاحالة الى المعاش أو الوفاة لا قدر الله، لتكوين مخزون أستراتيجى من الخبرات المتراكمة وهؤلاء ما نطلق عليهم ( خبراء المجال ). وهذا ما يجب ان نفعله.
بعد ذلك يأتى دور ( مهندس المعرفة ) الذى يمكن بواسطته تصميم برامج للحاسبات التى تحاكى أسلوب الذكاء الإنسانى لكى يتمكن الحاسب من أداء بعض المهام بدلا من الإنسان والتى تتطلب التفكير والتفهم والسمع والتكلم والحركة ” والتى ترجع بدايته إلى التحول من نظم البرمجة التقليدية بعد الحرب العالمية الثانية إلى استحداث برامج للحاسبات تتسم بمحاكاة الذكاء الإنسانى فى إجراء الألعاب ووضع الحلول لبعض الألغاز والتى أدت بدورها إلى نظم برمجية أكبر للمحاكاة، والتى تبلورت بعد ذلك وأصبحت نظما للذكاء الاصطناعي.
وتجدر الاشارة الى ان النظم الخبيرة E.S كأكحد تطبيقات الذكاء الصطناعى، مكلفة للغاية فى الوقت الحالى ولكن من المتوقع انخفاض تكاليفها على المدى القصير، هذا بالاضاف ان هناك أنواع معاصرة من الازمات يجب مواجهاتها باستخدام النظم الخبيرة نظرا لخطورتها وعدم أستطاعة مواجهاتها بالاساليب التقليدية مثل جرائمٌ إلكترونية ضدّ الأفراد أو المجتمعات، الجرائم السّياسية الإلكترونية، سرقة المعلومات، الإرهاب الإلكتروني، الوصول للمواقع المُشفّرة والمحجوبة، جرائم الاحتيال والاعتداء على الأموال، الجرائم الإلكترونية المُتعلّقة بالجنس، جرائم الابتزاز الإلكتروني، جرائم التّشهير، بهدف تشويه سُمعة الأفراد، جرائم السبّ والشتم المطاردة الإلكترونية، و( العملة الرقمية البيت كوين ) على سبيل المثال وليس الحصر.
نحاول من خلال هذا الطرح عرض مبسط لسمات برامج الذكاء الاصطناعى مثل ” التمثيل الرمزى – الاجتهاد – تمثيل المعرفة – البيانات غير الكاملة – البيانات المتضاربة – القدرة على التعلم – محاكاة السلوك الانسانى ” ثم نعرض بعد ذلك مجالات او تطبيقات الذكاء الاصطناعى مثل ” القدرة على المشى والحركة Walk – القدرة على الكلام والتحدث Talk – القدرة على السمع Hear – القدرة على الرؤية والمشاهدة See – القدرة على التفكير Think “.
ومما سبق نستنتج أهمية انتهاج أحدث تكنولوجيا لمواكبة هذا التطور المعاصر للازمات، والمتمثل فى الذكاء الاصطناعى.
والذكاء الاصطناعيّ هو اسم أكاديميّ يُستخدم في مجال الدراسة لتدريس كيفيّة إنشاء أجهزة الحاسوب القادرة على العمل بأسلوب ذكيّ، وتُعتبر أبحاث الذكاء الاصطناعيّ ذات درجة عالية من التقنية، والتخصصيّة، وتعتمد على المنطق، والمعرفة، والتخطيط، والتعليم، والاتصالات (معالجة اللغات الطبيعيّة)، والتصوّر، والقدرة على التحرك والتعامل مع الأشياء، ويُستخدم في العديد من التخصصات العلمية (علوم الحاسوب، والرياضيات، وعلم النفس، وعلم اللغة، والفلسفة وعلم الأعصاب).
وختاما:
- ما يجب ان نفهمة، هو أستخدام تكنولوجيا المعلومات المتمثلة فى الذكاء الاصطناعى بصفة عامة والنظم الخبيرة بصفة خاصة، لادارة الازمات الحديثة. ووضع استراتيجية حديثة لادارة الازمات تواكب التقدم الهائل للازمات المعاصرة.
- وما يجب ان نفعلة، الاستفادة من خبرات العناصر البشرية المتميزة والنادرة فى كل مجال لعمل قاعدة معرفية فى كل تخصص وهم مانطلق عليهم ( خبير مجال ) وذلك قبل أفتقادهم بالاحالة الى المعاش أو الوفاة. عمل مخزون أستراتيجى من المعلومات والخبرات النادرة كقاعدة معرفة لكافة المجالات ( ادارة الازمات ) وبالاسلوب المناسب الذى يخدم ( مهندس المعرفة ) وهو خبير نظم المعلومات الذى يقوم بتصميم النظام الذكى فى كل مجال بقاعدة معرفة تتناسب مع طبيعة عمله.
والى ان نلتقى مرة اخرى فى مدخل نظم المعلومات لثقافة ادارة الازمات اترككم فى رعاية الهع.
