أعدها للنشر زكريا محمد
يختص علم اداره الازمات بكيفيه التعامل مع الازمات والتغلب عليها وتخطيها ايضا وتجنب اثارها السيئه سواء على المدى القريب او البعيد بلاضافه لكيفيه حل المشاكل الناتجه عنها وتحويلها الى من سلبيات ضاره الى ايجابيات يمكن الاستفاده منها وبالتالى تقليل حجم الخسائر الناجمه عن الازمات قدر الامكان ….
تقوم ادارة الازمات بدور هام فى ازمة احتجاز الرهائن وهى ظاهرة إجرامية ترجع فى جذورها الى الماضى السحيق، وهذا النمط من الجرائم يرمى الى الابتزاز والحصول على أموال أو تحقيق أهداف سياسية أو نفسية.
الرهينة هو شخص يتم احتجازه سجينا بقصد الإجبار على الإيفاء باتفاق أو طلب، وقد تقتل الرهينة، إذا لم ينفذ هذا الاتفاق أو الطلب. يحتجز خاطفو طائرة ما، ركاب الطائرة وملاحيها رهائن، ليحصلوا على فدية، أو لينقلوا إلى مكان آمن. وقد يحتجز الإرهابيون رهائن، ليطلبوا من الحكومة اتخاذ إجراء محدد.
وقد قام برامج تدريب مكافحة الارهاب فى نيويوك بتقسيم الجناة الى ثلاثة أصناف:
- المجرمون المحترفون. ( مهربوا المخدرات – الاتجار بالسلاح …..الخ ). بهدف الضغط على الحكومات للتمكن من الهرب مثلا.
- الارهابيون. الباعث على ارتكاب الجريمة ( سياسيا – عقائديا….الخ ).
- المصابون بامراض نفسية. وهو مجال حديثنا الان.
وتجد الاشارة ان الازمات النفسية ليست خطرا فى حد ذاتها كما سبق أن أوضحنا، ولكن هناك بعض الازمات النفسية التى تعتبر خطيرة فى حال عدم التعامل معها وعلاجها، ولكن هناك خمسة ازمات نفسية التى يكون فيها المريض أكثر خطرا وأقرب إلى ارتكاب جريمة، وتضمن :
- الفصام والاضطراب البارانوى: ويقدم المريض المصاب بهذه الأمراض على القتل أحيانا، الذى يكون متعمدا لأنه يكون لديه تخيل أن الشخص الآخر سيقتله، فيكون من منطلق اقتل قبل ما أن تقتل.
- مريض الصرع: يقتل وهو ليس فى وعيه ولا يشعر بشىء.
- مريض الهوس: فمن الممكن أن يضرب شخصا أو يدفعه من الشرفة ويكون غير متعمد القيام بذلك إطلاقا.
- مريض الوسواس القهرى: تكون المشكلة فى الومضات، وهى عبارة عن فكرة تتكرر دون توقف، فتجد المريض يخنق شخصا معه فى المصعد على سبيل المثال دون سبب، غير تكرار الفكرة بإلحاح يضعه تحت ضغط.
- الاكتئاب السوداوى: عندما يكون فى أقصى حالاته قد يقتل المريض الأشخاص الذين يحبهم قبل أن يقتل نفسه، لأنه يشعر أن الدنيا لا تستحق وجودهم فيها لأنها سيئة جدا، فيفعل ذلك بدافع الحب وهذا هو الأكثر خطورة.
ولذلك يجب عند ادارة ازمة انقاذ رهائن جمع معلومات دقيقة عن العناصر القائمة باحتجاز الرهائن لان ذلك يحقق الكفائة والسرعة، ونقصد هنا بالمعلومات الخاصة بالقائمين باحتجاز الرهائن هل هم مجرمين أم أرهابين أو مرضى نفسين، لان هناك الاليات مشتركة فى التعامل معهم ولكن فى نفس الوقت توجد اليات خاصة بكل حالة على حدى.
ولقد تم استخدام مداخل علمية مختلفة لتناول هذة الظاهرة، ومن الواضح بأن المطالب التى يقدمها الخاطفون والدوافع التى تقبع خلف الجريمة، تختلف بأختلاف أنماط المجرمين الثلاثة، وفى حالة تشابة المطالب التى يقدمها الخاطفون الا ان ردود الفعل تختلف، فعل سبيل المثال ان المطالبة بفدية مالية مقابل أطلاق سراح الرهائن، حيث ان تختلف الاثار المترتبة عنها عند عقد المقارنة بين المجرم المحترف والارهابى، اذ يمكن ان يبدد الاول الاموال بصرفها على أهوائه، بينما يمكن ان يستخدمها الثانى لتمويل أنشطة ارهابية، لذلك يمكن ان تكون مطالبة المجرم بمغادرة القطر من ان تطاله يد العدالة ذات نتائج مختلفة، اذا قام بها سجين يحتجز عددا من الرهائن فى أحد السجون مقارنة بمختل عقليا عند اختطافه لطائرة، فلقد تلعب بعض القيود القانونية دورا هاما فى الحالة الاولى أكثر من الثانية.
فاذا كانت القيود القانونية أقل فى الحالة الثانية ” المريض النفسي ” الا اننا يجب ان ناخذ فى الاعتبار أثناء ادارة العملية التفاوضية أو حتى فى حالة أستخدام العنف فى عملية تحرير الرهائن، أهمية التركيز على الخمسة امراض النفسية الخطيرة التى سبق ذكرها، والتى قد تؤدى الى قتل الرهينة.
طرق علاجية: ليس هو مجال حديثنا لانه له المتخصصين فى هذا المجال، ولكن في حالاتٍ معينةٍ هناك توجّهاً لاستخدام أساليب تكاملية تزيد من فعالية العلاجات، وتؤثر إيجابيّاً في كثير من حالات المرضى النفسيين ومن الأمثلة عليها: التأمل والاسترخاء. استخدام الأعشاب الطبيعيّة. العلاج بالإبر الصينيّة. العلاج بالفن أو العلاج بالموسيقا. ولكن هل هناك فرق فى ادارة الازمات بين المريض النفسي والمريض عقليا أم الاثنين واحد؟
انتظرونا فى العدد القادم للاجابة علي هذا السؤال.