اعدها للنشر / زكريا محمد
في جلسةٍ تأمليّة لما يدور حولنا من مسرحيّات عالميّة ، أبطالها أتقنوا اللعبَ ..وأجادوا التّماهي مع اختلافات تقنيّات العصور ، يصيبكَ خوفٌ من المشاهد المتبقّية ؛ على الرّغم من قساوة ما مرّ على رأسك من أحداث لا يمكن لعقلٍ أُخرِجَ من جنّةٍ مُفترضة تصوّرَها ،أو التّسليمَ بصدقها بعد أن خبِرَ أبواب الرّحمة تحيط به و بالرّبّ الواحد يغدقُ عليه البركات .
ولعلّ أكثر الخوف يصيب من حظيَ بشعور الأبوّة أو حظيت بشعور الأمومة … ولربّما من حظي أيضاً بمشاعر الإنسانيّة التي لم تعد حكراً على البشر ..بل تعدّتهم لتفيض بها قلوب الحيوانات .. وقد يسأل سائلٌ متأثّرٌ بما يجري حوله من أحداث دامية : كيف السبيل لدرء خطر الإرهاب و الفكر المتطرّف كائناً من كان صاحبه ؟!
وسينقسم المنقسمون إلى فرق مختلفة بطريقة التحليل والتركيب . فهناك من سيقترح العودة إلى نقطة بداية الحضارة الإنسانية حيث لا حاجة للتملّك و الهيمنة والسيطرة لأنّ حضارة الاقتصاد واقتصاد الحضارة هي السبب الرئيس بكلّ مآسينا ..
وهناك من سيقترح توحيد البشريّة تحت لواء دينٍ واحد لإله واحد ..بذلك تنتهي مسوّغات التقاتل و التناحر على الأحقيّة بالقيادة …
وهناك من سيقترح دولةً واحدةً على سطح الكرة الأرضيّة بقيادة عادلة توزّع الخيرات على الجميع فيفنى الظّلم و يموت الفقر …
من المؤكد أنّ الاقتراحات ستتجاوز السبعين اقتراحاً …
أمّا أنا وبنظرةٍ طفوليّةٍ بسيطة على ما دارَ حولي ..وإن كان احتمالُ أن يسألوني صفراً ..سأقترح نظاماً تعليميّاً موحّداً ..يقترب من ميول كل طفل ..ويبتعد عن ميول المجتمع المُسيَّس ..المتخم باقتراف ما سمّاه هو بالتّابو عن سابق تورّط و رغبة …ولن تحقّق العمليّة التعليميّة غايتها إلّا باختيار النخبة من المربّين والمربّيات .. وسأشترط أن تبدأ هذه المهمّة مع الأطفال منذ يوم ولادتهم الأوّل . فأغلب الأفكار الشيطانيّة المتطرّفة نشأت في أسرةٍ أصابها هذا المرض بالوراثة …