تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، فيديو “محزن” للشابة تاتيانا واكيم، التي راحت ضحية الرصاص الطائش في لبنان.
ونشر أحد أصدقاء المغدورة تاتيانا فيديو على حسابه الخاص على فيسبوك، أعلن فيه أنه صُوّر قبل دقائق من رحيلها المفجع.
وتظهر تاتيانا في الفيديو وهي تغني وترقص قبل دقائق من وقوع الحادثة في المطعم، وظهرت وهي تتفاعل مع أغنية “قبل ما فل اشتقتلك”.
وعلّق صديق عائلة الضحية تاتيانا طوني معلولي على الفيديو بالقول: “قبل ما تفلي بكم دقيقة رح نشتقلك، الله يرحمك يا تاتيانا، رح نصليلك، هيدا بلدنا صار الإنسان بيروح فيه برصاصة”.
وقال معلولي: ” بعد أن تناولنا الغداء العائلي مجتمعين قررت مغادرة المطعم حيث وقع الإشكال قبل دقائق من وقوعه برفقة أولادي “.
وأردف ” علمت بوقوع إشكال حيث كنا نجلس، لم أصدق لكني سرعان ما علمت أن رصاصة أصابت قلب تاتيانا، فتمّ نقلها إلى المستشفى، وحاول الأطباء إنقاذها لكن دون جدوى “، وفق معلولي الذي أضاف: “أيّ شخص في المطعم كان معرّضا للموت. فأنا مثلا كنت أجلس إلى جانب تاتيانا، ولو بقيت لربما فارقت الحياة”.
وحول تواصله مع خطيب الضحيّة أو أي شخص آخر من عائلتها بعد الحادث، قال معلولي: “نعم، تواصلت مع والدة خطيب تاتيانا التي أطلعتني على رحيلها الأبدي”.
وقال شاهد عيان من أصدقاء “إشكالا فرديا حصل في مطعم الشير، وتطور إلى الخارج، حيث أطلق أحد الأشخاص رصاصة في الهواء، وثانية باتجاه المطعم، فخرقت السقف، واستقرت في جسد الفتاة تاتيانا، ما أدّى إلى وفاتها على الفور”.
وأضاف “بدأ الإشكال بعد تبديل نوع الأغاني في المطعم المذكور من فنية طربية الى حزبية، مما أثار حفيظة بعض الموجودين من العائلات الذين يترددون دائما الى المطعم العائلي مع أولادهم”.
وأضاف الشاهد: ” كان المطعم يعج بالرواد وبينهم أقرباء للفقيدة لتاتيانا وأولادي، وكنا في جلسة غداء في عطلة نهاية الأسبوع، نفتش عن الفرح لنهرب من مآسي يومياتنا، وغادر البعض وبقيت مجموعة لتدخين الشيشة وكانت المغدورة تاتانيا من ضمنها، بعد أن غيرت مكانها واستبدلته مع طفل بالقرب منها لتدخين النرجيلة في مقعد آخر حيث أصابتها الرصاصة”.
وأضاف: “بعد بث الأغاني الحزبية التي استفزت بعض الموجودين المتخاصمين في الرأي السياسي والحزبي، وقع إشكال وصار هرج ومرج في المطعم، وإثر ذلك تدخل شخص وأطلق الرصاص قيل إنه لفض النزاع، لكن إحدى الرصاصات أصابت قلب تاتيانا الذي كان يغني للفرح مودعا دون إنذار”.
وعن الضحية تاتيانا قال “هي شابة طموحة وطالبة جامعية تدرس المعلوماتية، وهي فتاة وحيدة لأخوين شابين تدير أمور المنزل من خلال مساعدة والدتها المريضة والمقعدة منذ سنوات، الى جانب وقوفها الدائم والداعم لخطيبها الذي يدير متجرا لبيع الهواتف، وذنبها أنها قررت تمضية نهاية عطلة الأسبوع بسبب الضغوطات مع عائلتها والأصدقاء، في مطعم عائلي مع ضيوف من أقاربها حضروا من دبي للقائها مع العائلة “.
ومن المقرر أن تشيع تاتانيا الاثنين إلى مثواها الأخير، وسط غضب كبير وحزن لف لبنان على الانتشار الواسع لظاهرة السلاح المتفلت، في كل مكان، وصولا إلى الأماكن المغلقة كالمطاعم وغيرها.