سبق ان عرضنا الفروع المختلفة لعلم النفس وكيفية الاستفادة منها فى دراسة علم ادارة الأزمات، وذلك نظرا للدور الرئيسي للعنصر البشري فى التأثير على المراحل المختلفة للإدارة الازمة سؤ من ( مرحلة الاستشراف وإشارات الانذار المبكر والاستعداد والوقاية ثم المواجهة واستعادة النشاط ).
وتأتى أهمية علم النفس للباحثين فى علم ادارة الازمات لأنه يركز على سلوك الإنسان بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه “.
تلعب شخصية المتسبب فى الازمة دور مهم فى حدوث الازمة وتصاعدها، وذلك يرجع الى الاضطرابات النفسية التى تصيب فاعل الازمة فى بعض الحالات، مثل ( الشخصية ” المرتابة، المعادية للمجتمع، الهستيرية، النرجسية، الاعتمادية، الوسواسية…الخ ). ولذلك يجب على قائد وفريق ادارة الازمات ان يكون على دراية بعلم النفس وتحليل شخصية مقترف الازمة حتى لا يضيع الوقت فى تجارب ليس لها قيمة بل قد تؤدى الى تفاقم الازمة.
وتعريف اضطراب الشخصية: هي فئة من الاضطرابات النفسية تتميز بأنماط سلوكية وإدراكية ثابتة وصعبة التغيير والتأقلم، وتظهر هذه الأنماط الغير سوية خلال التعامل مع المتسببين فى الازمة، بتصرفات بعيدة عن السلوكيات المقبولة من ثقافة المجتمع، وتتكون هذه الأنماط الغير سوية أثناء مراحل النمو، وتكون ذات طبيعة غير مرنة وغير متكيفة، ودائما ما يصاحبها قدر من التوتر والضغط النفسي، ويختلف تعريف اضطراب الشخصية باختلاف المصدر.
أنماط اضطراب الشخصية:
وجدت الدراسات العلمية أن هناك 12 نمطاً واضحاً من اضطرابات الشخصية أبرزها ما يلي :
- الشخصية المرتابة: تتميز بعدم الثقة في الآخرين، والتشكك بغير دليل واضح.
- الشخصية الفصامية: تتميز بالانطواء، وعدم وجود الرغبة في العلاقات الشخصية مع الناس.
- الشخصية المعادية للمجتمع: تتميز بعدم احترام حقوق الآخرين وابتزازهم، وارتكاب أفعال تخالف القانون.
- الشخصية الحدية: تتميز بعدم ثبات العلاقات الشخصية، واضطراب الهوية والسلوك والمزاج.
- الشخصية الهستيرية: تتميز بالبحث الدائم عن الاهتمام، والإثارة، ولفت الأنظار.
- الشخصية النرجسية: تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين.
- الشخصية الاعتمادية: وتتميز بالاعتماد العاطفي، فلا تشعر بالأمان إلا في وجود علاقة مع شخص ما.
- الشخصية الوسواسية: وتتميز بالدقة، والنظام، والنزعة للكمال والاهتمام بأدق التفاصيل.
وتجدر الاشارة الى انه ليس من السهل معرفة أسباب الانحراف الذي يحدث في الشخصيات المضطربة ولكن أحيانا يمكن معرفة الأسباب بالملازمة التامة للحالة المضطربة. وعلاجها أسهل بكثير من علاج الأمراض النفسية، ويمتاز البعض ممن يعانون من اضطرابات الشخصية بالاستعداد للعلاج وتعديل سلوكهم وببصيرتهم. لا يجد الطبيب النفسي في كثير من الأحيان صعوبة في التفريق بين المرض النفسي واضطراب الشخصية، لأن المرض النفسي يسبقه فترة من السواء، بينما تبدأ المعاناة مع الشخصية المضطربة منذ سن مبكرة. لكن بعض الاضطرابات النفسية التي تحدث في سن الطفولة والرشد قد تتقاطع مع بعض اضطرابات الشخصية مثل: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، الإدمان، القلق، الاكتئاب، التخلف العقلي …
علاج اضطرابات الشخصية: ليس هناك وصفة عامة لكل هذه الاضطرابات. لكنه يمكن عمل الاتى ( الفحوصات المخبرية – اختبارات نفسية ). والقيام بالعلاج التحليلي: الذي يهتم برؤية المريض للأحداث من حوله – العلاج المعرفي: ويهتم بتشوهات الإدراك التي تكونت نتيجة تبني أفكاراً غير عقلانية لمدة طويلة.
أما العلاج الدوائي فإن دوره في علاج اضطرابات الشخصية محدودٌ جداً.
فى حالة التعرض لاضطراب نفسي حاد، فيمكنك القيام بالتالي:
- لا تستخدم أي عقار ممنوع، ولا دواء نفسي ما لم يكن مصروفاً لك من قبل طبيب.
- تعلم أن تحدد مشكلاتك، متجنباً الحيل الدفاعية مثل الإسقاط (اتهام الآخرين) ، التبرير (البحث عن الأعذار لنفسك ) .
- تعلم أن تبحث عن تفسيرات بريئة ومعتدلة لتصرفات الآخرين قبل أن تتضايق، أو تأخذ منهم موقفاً سلبياً، أو تتجنبهم، أو تتعامل معهم بشكل هجومي.
- تجنب أن تؤذي نفسك، أو تؤذي غيرك.
وبذلك نكون قد انتهينا الى أهمية التركيز على شخصية المتسببين فى الازمة سوء فى التفاوض مع متزعمى الشغب والإضرابات أو فى حالة إنقاذ الرهائن، حيث تلعب الشخصية دور مهم ومحورى فى حدوث الازمة وتصاعدها، بسبب الاضطرابات النفسية التى تصيب فاعل الازمة فى بعض الحالات، مثل الشخصية ” المرتابة، المعادية للمجتمع، الهستيرية، النرجسية، الاعتمادية، الوسواسية…الخ ). ولذلك يجب على قائد وفريق ادارة الازمات ان يكون على دراية بعلم النفس وتحليل شخصية مقترف الازمة حتى لا يضيع الوقت فى تجارب ليس لها قيمة بل قد تؤدى الى تفاقم الازمة. مع التاكيد على ان هذة التصرفات بعيدة كل البعد عن السلوكيات المقبولة من ثقافة المجتمع.