8كيلو بانجو وراء القبض عليه متلبسا بعد تكرار جرائمه
كتب/أشرف عبد الجليل
خرج ع. م الستيني العمر كعادته كل صباح متوجها إلي إحدي المناطق النيلية في أسوان ليمارس صيد الأسماك التي كان يتخذها ستارا لتجارته المحرمة من المواد المخدرة دون أن يدري بأنه سيكون خروجا بلا عودة. فخلال سنوات عمره الطويلة التي عاشها وسط حياة فقيرة بائسة مر ع بمطبات صعبة للغاية,
حيث أصر أبوه علي عدم إلحاقه بأي مدرسة من أجل أن يعلمه فنون الصيد وحتي يرث المهنة التي ورثها هو أبا عن جد, وبالفعل عشق الطفل الصغير فنون البحر وأتقن كل شيء فيها ليكون هو ذراعه وسنده, حتي أقعد المرض الأب طريحا للفراش ليصبح هو المعلم الكبير وصاحب النفوذ في منطقة صيده التي لاتبعد كثيرا عن قلب المدينة.
وبمرور السنوات الواحدة تلو الأخري, شب الطفل وكبرت معه آماله ليرتفع سقف طموحه ويحلم بالعمل صيادا في بحيرة ناصر, وما أدراك ما بحيرة ناصر المعروفة بالكنز الذي لا يفني, حيث الرزق الوفير والمكسب الكبير,
وعلي الفور توجه إلي أحد الصيادين الكبار ليرشده عن الطريق الصحيح الذي يقوده للعمل في هذه البحيرة الكبيرة, وما لبث أن خضع إلي اختبار لمدة شهر كامل ذاق فيه الأمرين, حتي اجتاز كل العقبات وحصل علي صك العمل في المسطح المائي الهائل الذي عاش فيه وهو مندهش من اتساعه شرقا وغربا غير مصدق أنه قد أصبح صيادا في هذه البحيرة,
حيث التهريب بشتي أنواعه من بشر وأسماك ومواد مخدرة. ولأن الصيد في بحيرة ناصر يختلف اختلافا كليا عن صيد النهر, حيث يخرج الصيادون في البحيرة ليلا لإلقاء شباكهم علي العكس تماما من الصيد في النيل,
لم يجد ع أمامه سوي الانضمام إلي مجموعة من الصيادين الشبان الذين يتغلبون علي مصاعب الحياة الشاقة جدا بإدمان المخدرات في محاولة منهم لنسيان الهموم التي تحيط بهم من كل جانب, وبدلا من أن يتعلم من فن الصيد الصبر وقوة التحمل, أدمن الدخان الأزرق وأهمل مهنته التي ودعها بعد أن طرده صاحب المال من البحيرة شر طردة,
ليلجأ بعدها للاعتماد علي نفسه بعد أن عاد مرة أخري لممارسة الصيد في النيل حتي كبر السن به ووصل إلي مرحلة الأربعينات ليصطدم مجددا بواقع مختلف تماما عن مجال الصيد بالبحيرة, فلم يجد أمامه سوي أن يتاجر في السموم البيضاء من أجل أن يوفر قوت أولاده الخمسة, فبدأ بكميات قليلة وذاع صيته بعد ذلك
ليقع في قبضة رجال المباحث أكثر من مرة, حتي وصل عدد القضايا التي تم ضبطه واتهامه فيها إلي9 قضايا متنوعة صنعت منه مسجلا خطرا مطلوبا دائما للمثول أمام جهات التحقيق.
ورغم ضبطه وإخلاء سبيله تارة بالضمان الشخصي وأخري بكفالة مالية, إلا أن ع لم يتعظ وظل علي نهجه سائرا دون أن يلقي بالا لعيون رجال الأمن التي كانت ترقبه من بعد وهو يستعد لترويج كمية كبيرة من البانجو علي عملائه المدمنين,
حيث قام العميد محمود عوض مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان بوضع كل المعلومات
أمام اللواء فتح الله حسني مدير الأمن الذي وجه فورا لسرعة ضبطه, وبعد تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع فرع الأمن العام وإدارة مكافحة المخدرات,
تمكن رجال المباحث من ضبطه وبحوزته8 كيلو جرامات من البانجو وسلاح ناري عبارة عن بندقية خرطوش.