كتب/ سيد جمال
أعلنت وزارة الداخلية، اليوم السبت، استشهاد 16 شرطيًا وإصابة 13 آخرين خلال مداهمة الوكر الإرهابي بطريق الواحات بمحافظة الجيزة، مشيرة إلى استمرار أعمال البحث عن أحد ضباط مديرية أمن الجيزة.
مصادر أمنية مسؤولة أوضحت أن النقيب محمد الحايس، معاون مباحث قسم ثان أكتوبر، هو الضابط الوحيد الذي شارك من قبل مديرية أمن الجيزة في المأمورية، مؤكدين أنه مفقود حتى الآن.
حالة الحزن تسيطر على ضباط مباحث الجيزة عامة، وقطاع أكتوبر خاصة؛ في ظل معلومات وردت لبعضهم عن استشهاده في الاشتباكات التي وقعت بين قوات الشرطة وعناصر إرهابية بالكيلو 135 بطريق الواحات، أمس الجمعة.
تخرج “الحايس” من كلية الشرطة دفعة عام 2011، عيُن بعدها في عدة أقسام شرطة بمحافظة الجيزة، بداية من أكتوبر مرورا بفرقة الهرم حيث عمل بقطاع المباحث بقسمي الهرم والعمرانية، ثم تم نقله إلى ليتولى منصب معاون مباحث بقسم شرطة ثان أكتوبر.
ابتسامته لم تكن تفارقه، كان محبًا للحياة، ويعمل على مساعدة الجميع، فمكتبه لم يغلق في وجه أحد قط “كان محبوب من كل الناس في أي حتة بيروحها، يؤكد زميل قرب منه.
ارتبط اسم “الحايس” بعمليات المداهمة للبؤر والأوكار الإرهابية، خاصة أثناء عمله بقسم الهرم “شارك في كل مأموريات الهرم”، يشير أحد الضباط -رفض ذكر اسمه- إلى أنه استطاع القبض على عشرات الإرهابيين طوال تلك الفترة.
تميزه في العمل، دفع رؤساؤه للاعتماد عليه في أعمال البحث الجنائي من جهة، وملاحقة العناصر الإرهابي بالتسنيق مع قطاع الأمن الوطني.
وجه “الحايس” بات مألوفا لدى رجال العمليات الخاصة لتعدد مشاركاته “كان صاحب الكل” يوضح ضابط عمل مع الشهيد بقسم الهرم، أنه لم ينس مأمورية رافق فيها “الحايس” أسفرت عن ضبط تشكيل عصابي لسرقة السيارات “مسكنا 4 بنادق آلي وذخيرة و4 متهمين”.
ونال النقيب العديد من شهادات التقدير “دولابه مليان شهادات تكريم”، يؤكد صديق مقرب من “الحايس” أنه تم تكريمه خلال الفترة الأخيرة، من قبل اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة؛ لتميزه في العمل.
وتسابق زملاء “الحايس” من الضباط، في نشر صوره -عبر صفحاتهم بموقع فيسبوك”- مع ذكر أبرز المواقف التي ربطتهم به، ما بين الفطار الجماعي بشهر رمضان، مأموريات خارج المحافظة، جلسات الأصدقاء.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان صادر اليوم السبت، إن ذلك يأتي استكمالا لما سبق الإعلان عنه من جهود ملاحقة البؤر الإرهابية التي تسعى عناصرها لمحاولة النيل من الوطن وزعزعة الاستقرار ، والمعلومات التي وردت لقطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق أكتوبر -الواحات، محافظة الجيزة مكاناً للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين فى ذلك الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوي وسهولة تحركهم خلالها.
وأوضحت الوزارة أنه فى ضوء توافر هذه المعلومات ، فقد تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان تواجد العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد 16 من القوات ” 11 ضابطا – 4مجندين – 1 رقيب شرطة ” وإصابة 13 آخرين من بينهم 4 ضباط – 9 مجندين “.
وفى وقت لاحق، تم تمشيط المناطق المتاخمة لموقع الأحداث بمعرفة القوات المعاونة وأسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن مقتل وإصابة “15” منهم والذى تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم، ومازالت عمليات التمشيط والملاحقة مستمرة.
