سفاح بنى مزار وطفلة امبابة وبنات اندراوس الاشهر على الاطلاق .. وعمر خورشسد سيظل اللغز الابدى
كتب / سيد جمال
شهدت الأشهر الأخيرة وقوع العديد من الجرائم البشعة، التى هزت الرأى العام، لم تتمكن أجهزة الأمن من كشف هوية مرتكبيها، فتم قيدها فى الدفاتر الرسمية ضد مجهول، ليصبح ذلك المجهول لغزًا محيرًا حول مصير تلك الجرائم البشعة، فهل سيتم حفظ التحقيق فيها من عدمه، أم ستكون دافعًا لقيام الأشقياء بارتكابها دون الخوف من عقاب.
نرصد فى ذلك التقرير أبشع جرائم القتل التى تم قيدها ضد مجهول، وعجزت أجهزة الأمن من كشف هوية مرتكبيها لعدم توافر أى دليل يقود إلى هويتهم.
قضية ريجينى
يعد مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، القضية التى شغلت الرأى العام المصرى والعالمى، والتى لا تزال حتى الآن لغزًا محيرًا، حيث لم تتمكن الأجهزة الأمنية تحديد هوية أو الكشف عن الفاعل، فعلى مدى أكثر من سنة و3 أشهر، يواصل فريق من النيابة برئاسة المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة التحقيق فى واقعة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى بالاشتراك مع فريق التحقيق الإيطالى.
بدأت تحقيقات النيابة يوم ٤ فبراير قبل الماضى، استمعت فيها المحكمة لأقوال أصدقاء المجنى عليه، الذين أكدوا أنه لا يوجد له أى عداءات، ولا يشترك فى أى أنشطة من شأنها جعله هدفًا للقتل، فهو تغيب بعد خروجه من الشقة منذ ١٠ أيام، وحاولوا البحث عنه كثيرًا فى الأقسام والمستشفيات، وعند معظم معارفه، حتى أنهم أعلنوا عن اختفائه على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنهم لم يجدوه، إلى أن عثر على جثته.
كما استمعت النيابة لأقوال والد ووالدة الشاب الإيطالى بمساعدة مترجم خاص لترجمة أقوالهما لفريق التحقيق، واللذان أفادا أن نجلهما لم تكن لديه خلافات مع أحد ولم يعلما أسباب قتله وتعذيبه بهذه الطريقة البشعة، وأكدا أن نجلهما كان يقطن بشقة سكنية بمنطقة الدقى بصحبة شابين مصريين وفتاة إسبانية الجنسية، وأن أحد الشبان المصريين الذى يعمل محاميًا تعرف على جثته، وتساءل فى نهاية التحقيقات: لماذا قتل جوليو بهذه الطريقة البشعة؟.
مذبحة بنى مزار
لعلنا نتذكر أيضًا المذبحة البشعة التى وقعت يوم الخميس 29 ديسمبر 2005 فى عزبة شمس الدين التابعة لمركز بنى مزار بالمنيا، التى هزت مصر بأكملها ولم يتم التعرف من الغرض من القتل هل هو السرقة أم تجارة الأعضاء، أم غيرهما، وظلت التحقيقات فترة طويلة، حيث قام أحد العمال بمخبز بقرية عزبة شمس بمركز بنى مزار بمحافظة المنيا ذات يوم عند الفجر ليؤدى الصلاة ثم يذهب إلى منزل والدته التى تعيش مع شقيقه ليوقظها لصلاة الفجر أيضًا، وفى ذات اليوم ذهب إلى منزل والدته، دخل البيت باستخدام نسخة من مفتاح الباب، فلاحظ أن لمبة الصالة مطفأة على غير العادة، حيث اعتادت والدته تركها مضاءة أثناء الليل. وقال وقتها «ذهبت إلى غرفة والدتى لإيقاظها وكانت الفاجعة وجدتها جثة هامدة غارقة فى دمائها، هرعت إلى أخى لإيقاظه حيث ينام فى غرفة منفصلة وجدته هو الآخر جثة هامدة غارقًا فى دمائه، هرعت أصرخ مستغيثًا بالجيران ثم سقطت مغشيًا علىّ ولم أدر بشىء، بعدها تعالت صرخات الجيران وتناهى الصوت إلى أسماع الشقيقتين زينب وأم هاشم اللتين تقطنان فى الطابق الثانى من منزل مجاور، هرعت الشقيقتان لاستطلاع الأمر، وهبطتا للطابق الأرضى وتعالت صرخاتهما، حيث وجدتا والدهما وأمهما وشقيقيهما أحمد وفاطمة جثثًا هامدة غارقين فى دمائهم وتهاوت الفتاتان مغشيًا عليهما».
وفى نفس الوقت التى وقعت فيه كارثة الـ4 جثث القتلى دون معرفة القاتل، كان هناك طفل يدعى محمود، طالب الإعدادى، فى طريقه من بيت جدته على الطرف الآخر من القرية، حيث كان يبيت، إلى بيت أبيه فى نهاية الشارع الذى يحوى المنزلين المنكوبين، بحث محمود عن أبويه وسط الجميع فلم يجد أيًا منهما وعندما وصل إلى البيت مسرعًا وجد الكارثة تناثر جثث والده ووالدته وشقيقيه محمد وأسماء غارقين فى دمائهم، لم يحتمل قلبه هول الصدمة ولكنه فى هذه المرة سقط ميتًا.
عصفورة إمبابة
ومن بين تلك الجرائم التى نتحدث عنها، والتى لم يتم التوصل فيها لهوية الجانى، مقتل الطفل «م. س. مرسى» على يد مجهول بعد الاعتداء عليه جنسيًا بمنطقة إمبابة فى الجيزة، حيث اختفى أثناء عودته من محل الجزارة الذى يعمل به، حتى تم العثور على جثته ملقاة بجوار مقلب قمامة وبها عدة إصابات، وكشفت التحريات أن الجانى استدرجه واعتدى عليه جنسيًا ثم قتله وتخلص من جثته بجوار مقلب قمامة، وما زال رجال المباحث يكثفون تحرياتهم للتوصل لهوية مرتكب الجريمة.
بنات توفيق أندراوس
«صوفى» و«لودى» بنات توفيق باشا أندراوس القطب الوفدى، وأحد رموز ثورة 1919، وأشهر وأغنى ثلاث عانسات فى الأقصر وصعيد مصر، عشن حتى العقد الثامن من العمر فى عزلة اخترنها بأنفسهن بعد أن فضلن العيش مع ذكريات ماضٍ جميل، داخل قصر والدهن الذى شهد أعظم مشاهد الوطنية المصرية وأجمل صور الوحدة الوطنية بين مسلمى مصر وأقباطها، وعلى الرغم من اختيار بنات توفيق باشا أندراوس لحياة الهدوء التى وصلت لحد العزلة، إلا أنهن رحلن وسط ضجيج شغل الناس وامتلأت به مختلف وسائل الإعلام داخل مصر وخارجها بعد أن تعرضت الأختان «صوفى» و«لودى» للقتل بآلة حديدية. ليلحقن بشقيقتهما «جميلة» التى فارقت الحياة قبل أكثر من عامين إثر صراع مرير مع المرض، ليظل الحديث عن مقتل صوفى ولودى محور حديث الناس فى الأقصر، والذين يقولون إن الشقيقتين ربما ذهبتا ضحية لهوس الحفر والتنقيب عن كنوز الفراعنة، أو ضحية لشائعات امتلاكهما لكميات من الذهب والمجوهرات النادرة والأموال أيضًا، ولا تستبعد أحاديث الناس أن يكون قتلهما بسبب السرقة، أو لخلافات على ملكية واستئجار الأراضى المملوكة لهما والتى تقدر بحسب مقربين منهما، بمائة فدان، وتنتشر فى ثلاث مناطق هى: العوامية والزينية والمدامود، لكن الأحاديث لا تنتهى عند السرداب الواقع أسفل قصر توفيق أندراوس، حيث كانت تقيم بناته، والمؤدى لكنز أثرى يقع فى حرم معبد الأقصر الذى يحيط بالقصر من ثلاثة جوانب، يطرح احتمالية أن تكونا قد ذهبتا ضحية للبحث عن الكنوز الفرعونية.. «لودى» و«صوفى» وعلى الرغم من الحياة البسيطة التى عاشتاها، فإن ما تركتاه من ثروة كودائع مالية فى البنوك، وذهب ومجوهرات وأرض، تقدر قيمته بقرابة المليار جنيه.
عمر خورشيد
ستظل قضية مقتل عازف الجيتار الشهير عمر خورشيد «دون جوان السبعينيات» لغزًا محيرًا للعقول حيث لم تتمكن الأجهزة الأمنية حتى وقتنا هذا من الكشف عن هوية المتسبب فى قتله، حين لقى العازف الوسيم مصرعه فى 29 مايو 1981 جراء حادث تصادم مرورى عقب خروجه من الرولاند هو وزوجته اللبنانية دينا، فى نهاية شارع الهرم، أمام مطعم خريستو.
من جانبه قال دكتور أحمد الجنزورى الخبير القانونى: «هناك قضايا تقيد ضد مجهول وتغلق لفترة مؤقتة لحين التوصل لهوية الجانى، وذلك نظرًا لاختفاء الأدلة والشواهد التى تساعد أجهزة الأمن فى كشف غموضها».
وأضاف الجنزورى «أى قضية مهما كانت نوعيتها لا تغلق حتى بعد مرور عشرات السنين، لكنه يتم إغلاقها مؤقتًا بعد التحقيق بها لعدم توافر أدلة، فإذا ما ظهر دليل أو قرينة أو معلومة من شأنها إفادة المحققين فى القضية يتم فتحها مرة أخرى وإعادة التحقيق بها».