** قصة القواد الذى باع جسد ابنته الحسناء فى لعبة قمار وأهدى بناته للأصدقاء المراهنات
كتب / سيد جمال
الجوع، الفقر، الحاجة، أسباب تدفع الإنسان لفعل أشياء لا يتخيلها عقل، ويستخدمها كأعذار لتبرير أمور تكون فى كثير من الأحيان مخالفة للشرع والقانون، فعندما تطغى شهوة المال على الإنسان، فإنه مستعد لبيع أى شىء حتى وإن كان شرفه أو عرضه، كما أنه من الممكن أن يفتح مزادًا يبيع فيه زوجته أو ابنته نظير بعض الأموال، ما يجعل البنت أو الزوجة بعد ذلك مجرد سلعة للمتعة يحصل عليها من يدفع، وتتحول بين عشية وضحاها إلى «عاهرة»، دون أن يكون لها ذنب، بعضهن حاول الهروب والبعض الآخر استسلم للواقع، وكان مصيرهن السجن أو المرض، أو الانتحار.
الفتيات الثلاث
هبة، ع» فتاة بالغة من العمر 26 عامًا، لديها 4 أشقاء منهم ثلاث فتيات، تعيش بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة، والداها غير متعلمين، وأبوها لا يعمل، ومهمته الأساسية هى توفير الزبائن وراغبى المتعة لابنته.
اعترافات هبة لم تكن على سبيل الإفصاح، بل كانت محاولة لإزاحة هم كبير من على صدرها بعد أن فاض بها الكيل، حيث إنها باعت جسدها لأعوام من أجل المال، وفى النهاية لم تحصل منه على شىء، فالأب يستحوذ على كل ما تحصل عليه لينفقه على تعاطى المخدرات والخمر مع أصدقاء السوء.
وتقول هبة: «كنت أحلم بأن أكون طبيبة أو إعلامية أو شخصية مشهورة، كان الكل مفتونًا بجمالى منذ صغرى، وكان والدى يعمل خبازًا بأحد الأفران، إلا أنه عرف طريق المخدرات والسهرات مع أصدقاء السوء»، مضيفة أن أصدقاء والدها كانوا ينظرون إليها بطريقة مريبة، حيث كانت نظراتهم تلتهم أجسادنا أنا وأخوتى.
واستطردت: «بعد فترة نفدت الأموال من أبى، فاتجه إلى تزويج شقيقاتى الأكبر من العرب نظرًا لجمالهن، مقابل الكثير من الأموال والهدايا، ولم يكن الأمر يستمر أكثر من أيام، دون عقد قران رسمى، وكان يوهمنا بأنه زواج شرعى، وأصبح الأمر بعد ذلك اعتياديًا، وبعد فترة قدم شقيقاتى لأصدقائه، وشاهدتهم فى أحضانهم، وباعنى أبى لثرى عربى مقابل 5 آلاف جنيه واستمر الزواج لمدة 20يومًا فقط.
وأضافت أن الأمر تحول بعد ذلك إلى شىء اعتيادى حتى أن شقيقاتها كانوا يذهبن مع الرجال أمام والدها بعدما يأتى بهم إلى المنزل، كما كان يحدث ذلك بمعرفة أمى وفى وجودها دون أى اعتراض منها، وعلى الرغم من أن الأب استطاع أن يجنى آلاف الجنيهات من وراء الأمر إلا أنه كان ينفقها جميعها على المخدرات والخمر وجلسات القمار.
فيما وصفت هبة أبشع مشهد فى حياتها عندما اتفق أبوها فى جلسة قمار على أن الفائز سيقضى معها ليلة، لافتة إلى أنها قررت التوبة بعد إصابة صديقتها بالإيدز.
بنت الصعيد
مها. ك فتاة صعيدية، ولدت فى أسرة بسيطة تعمل بالزراعة، فالأب كان يعمل بالأجرة فى الأراضى، وكان ما يكسبه لا يكفى حاجتهم من مأكل ومشرب، إلا بالاستدانة وهو ما دفعه للموافقة على تزويج ابنته الوحيدة من رجل سبعينى ثرى مقابل أموال، وكانت الفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، وهى غير متعلمة، وما أن تم الزواج وحصل الأب على 20 ألف جنيه، بالإضافة لتحمل الزوج جميع مصاريف الزواج، وانتقلت للعيش معه بالقاهرة، وبعدها اكتشفت أن زوجها غير قادر جنسيًا، وأنه تزوجها فقط لخدمته، وبعد عدة أشهر تعرفت على صديقة، واستدرجتها للعمل فى الملاهى الليلية بشارع الهرم، واتجهت بعد ذلك للعمل بالدعارة، وبعد فترة طلقها زوجها بعد أن شك فى سلوكها، ما دفعها للاستمرار فى القاهرة والعمل فى الدعارة، مقابل إرسال مبلغ مالى لأبيها كل شهر، علمًا أنه كان يعلم أن ابنته تعمل فى الملاهى الليلية، إلا أنه لم يعترض على طبيعة العمل ما دام المبلغ المالى يصل إليه شهريًا.
وأوضحت مها، أنها لم تكن تعتقد أن والدها سيتغاضى عن هذا الأمر، بل طلب منها أن تساعده فى الإنفاق على إخوتها، خاصة أن المبلغ الذى كان يحصل عليه منها أثناء زواجها سينقطع بعد الطلاق، مضيفة أنها اكتشفت بعد ذلك علمه بطبيعة عملها ولن يمانع ما دام المبلغ المالى يصله، بل فوجئت بعد ذلك بطلبه زيادة المبلغ منها، وحين عارضته قال لها إنها تكسب آلاف الجنيهات شهريًا، من عملها فما كانت إلا أن زادته المبلغ المطلوب.
ضحية الطلاق
الحالة الثالثة وهى «مى، ج» صاحبة الـ 23 عامًا، التى تربت فى أسرة غير مستقرة انفصل أبوها عن أمها وهى فى العاشرة، وتسكن بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة القديمة، تقول إنه بعد انفصال والديها تغيرت الأمور تمامًا، وأصبح الأب يتاجر فى المخدرات والأم تعمل فى ملاهى ليلية فتتركها عند والدها ليلًا وتعود لتصحبها نهارًا إلى البيت، وبعدما كبرت اصطحبتها الأم للعمل معها فى الملاهى الليلية كراقصة وكانت تحافظ علىَّ.
واستطردت: «كانت بمثابة الحارس لى، وكانت تقول للجميع: «بنتى للرقص بس مش لأى حاجة تانية»، إلا أنى أدمنت الشرب، وفقدت عذريتى مع أحد الأشخاص الذين كانوا يعملون بالملهى، وعندما علمت أمى، كادت أن تقتلنى إلا أنها توقفت عن الأمر حينما أخبرتها أنها تفعل ذلك الأمر، وبعد مرور فترة قليلة اتجهت للعمل فى ملهى ليلى آخر بمعرفتها، وأصبح كل شىء عادى، وأصبحت تتقاسم معى المبالغ المالية دون أن تسألنى من أين جئت بها أو مع من كنت».
وتقول مى: «مش عاجبنى اللى بعمله ومش بحبه، بس هو أنا اتولدت ولقيت نفسى فى الدايرة دى، ما لقتش فرصة تانية عشان يكون عندى اختيار».
الجنس مقابل المزاج
فيما أقامت «ى، ك» دعوى خلع أمام محكمة مدينة نصر حملت رقم 22 لسنة 2016، وذلك بعد أن أجبرها زوجها على ممارسة الجنس مع الرجال مقابل الهروين والحشيش.
وحسبما جاء بالدعوى، أنها أجبرت على الزواج منه بعد تعهده بجميع تكاليف الزواج، وهو ما دفع أبويها لإجبارها نظرًا لعدم قدرتهم على تكاليف الزواج، وأشارت إلى أنه كان يشاهد كل شىء أمام عينه دون أن يبالى بأى شىء، كل ما كان يهمه هو المال فقط.
كما أقامت «مروة، ع» دعوى أمام محكمة الأسرة أيضًا رقم 8961 لسنة 2016 وذلك لإجبارها على ممارسة الجنس مع أصدقائه مقابل المال.
من جانبه قال مصدر أمنى، إن هناك مئات المحاضر المحررة ضد الأهالى بتهمة تحريض فتياتهم على الدعارة، وأن المبررات التى يقولها الأهل فى مثل هذه الحالات تتمثل فى ظروف المعيشة وعدم وجود أى مصادر دخل أو فرص للعمل وأنهم يلجأون لذلك من أجل لقمة العيش بدل الموت جوعًا، مشيرًا إلى أن بعض العائلات تلجأ إلى هذا من أجل الثراء السريع إلا أنهم يبررون الأمر بظروف الحياة. موضحًا أن هناك تفاوتًا فى الطبقات التى تعمل فى هذا الإطار إلا أن النسبة الأكثر تكون من المناطق العشوائية ويكن فتيات غير متعلمات.
وفى الفترة الأخيرة انتبه المجتمع، لما يحدث من الأهالى تجاه فتياتهم، وهو ما دفع عددًا من المنظمات الحقوقية، بالمطالبة بسن قوانين خاصة بهذا الأمر، مما دفع النائبة سولاف درويش بالتقدم بمشروع قانون العنف ضد المرأة إلى مجلس النواب.