لم يكن يعلم أن دقائق الغياب عن منزله ستكون كفيلة بتدمير حياته بالكامل، خرج الأب إلى عمله في بولاق الدكرور، تاركًا زوجته وطفلته ذات العشر سنوات داخل شقتهما، دون أن يدرك أن الخطر سيأتي هذه المرة من داخل العائلة نفسها.
بحسب روايته، فإن المتهم يُدعى محمود يوسف، ومقيم بمنطقة صفط اللبن بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، حيث صعد إلى الشقة بقصد السرقة، إلا أن الزوجة وابنتها فوجئتا به داخل المنزل، فحاولت الأم حماية طفلتها، قبل أن يعتدي عليهما مستخدمًا سلاحًا أبيض، ويتركهما غارقتين في دمائهما، ثم فرّ هاربًا.
سقطت الطفلة بين يدي أمها، وسقطت الأم وهي تحاول إنقاذ فلذة كبدها، دقائق قليلة حوّلت البيت الآمن إلى مسرح جريمة، وأسرة مستقرة إلى مأساة إنسانية موجعة.
تم نقل الزوجة والطفلة إلى المستشفى، حيث جرى إيداعهما قسم الرعاية المركزة، في حالة حرجة، بين الحياة والموت، وسط محاولات طبية مكثفة لإنقاذهما.
وعقب الواقعة، تم تحرير محضر بالحادث بقسم شرطة بولاق الدكرور، وصدر قرار من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم، إلا أنه فر هاربًا قبل تنفيذ القرار.
ويطلق الأب المكلوم استغاثة عاجلة إلى الأجهزة الأمنية بسرعة تكثيف الجهود وضبط المتهم الهارب، تنفيذًا لقرار النيابة، وإنصافًا لزوجة وطفلة تصارعان الموت، مؤكدًا أن القبض عليه بات ضرورة إنسانية قبل أن يكون إجراءً قانونيًا.














