لا يزال الغموض يحيط بواقعة مأساوية هزت منطقة الهرم خلال الساعات الماضية، حيث شهد الشارع إلقاء طفلين من مركبة “توك توك” أمام أحد العقارات بشارع اللبيني في فيصل، ما أدى إلى وفاة أحدهما فورًا، فيما نُقلت الطفلة الثانية إلى المستشفى لكنها فارقت الحياة لاحقًا متأثرة بإصابتها.
وأصبحت الجريمة محور تحقيقات موسعة تقودها أجهزة الأمن بالجيزة، وسط محاولات مكثفة لتحديد هوية الجناة والبحث عن الشقيق الثالث المفقود.
فريق تحقيق خاص
ذكرت مصادر أمنية أن فريقًا متخصصًا من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، بمشاركة مفتشي الأمن العام والأجهزة الفنية، يتولى التحقيق في الواقعة، والتي يُرجح أن تكون جريمة قتل متعمدة.
ويركز الفريق على خمسة محاور رئيسية هي فحص كاميرات المراقبة في محيط الجريمة لتتبع حركة “التوك توك” والركاب، وإعداد تقرير الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة ووقت الحادث، وسماع أقوال الشهود والجيران، والتحقيق في خلفية الأسرة والخلافات الزوجية السابقة، وتتبع خط سير “التوك توك” والهاتف المحمول للأم التي اختفت مع الأطفال قبل الحادث.
تفاصيل الواقعة
تلقى قسم شرطة الهرم بلاغًا بسقوط الطفلين أمام العقار رقم 16 بشارع اللبيني، وعلى الفور انتقلت قوات المباحث بقيادة اللواء هاني شعراوي والعميد عمرو حجازي لتأمين الموقع وفرض طوق أمني حتى وصول النيابة العامة.
أظهرت كاميرات المراقبة لحظة إلقاء الطفلين من المركبة التي كانت تسير بسرعة عالية، قبل أن يفر السائق ومرافقيه، تاركين خلفهم شارعًا مليئًا بالرعب والذهول.
تحديد الضحايا والبحث عن شقيقهما
كشفت التحريات عن هوية الضحيتين وهما سيف الدين حمادة، 13 عامًا، طالب بالصف الأول الإعدادي، توفي فور وصوله المستشفى، وجنى حمادة، 11 عامًا، طالبة بالصف السادس الابتدائي، فارقت الحياة لاحقًا رغم محاولات إنقاذها، فيما يواصل فريق التحقيق البحث عن شقيقهما الأصغر، مصطفى (6 سنوات)، الذي لم يُعثر عليه حتى الآن.
اختفاء الأم والأطفال قبل الحادث
أوضحت التحريات أن الأطفال الثلاثة اختفوا مع والدتهم منذ نحو ثلاثة أسابيع بعد خلافات أسرية مع الأب، الذي حرر محضرًا رسميًا في قسم شرطة الهرم بتاريخ 5 أكتوبر الجاري بعد فشل محاولاته للتواصل معهم، ما أثار مخاوفه بشأن مصيرهم.
تحقيقات موسعة وقرارات النيابة
أمرت نيابة الهرم بتشريح جثماني الطفلين، واستدعاء شهود العيان والجيران، وطلبت تقريرًا شاملًا عن الخلافات الأسرية السابقة، مع تكليف إدارة البحث الجنائي بتكثيف التحريات لضبط الجناة وكشف الملابسات.
