في زمن تتعدد فيه التحديات الأمنية وتزداد فيه المسؤوليات، تبرز بعض النماذج القيادية التي تثبت أن الانضباط الحقيقي يبدأ من الميدان، لا من المكاتب. ويأتي في مقدمتها اللواء حاتم الحداد، مدير أمن مطروح، الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يفرض حالة من الانضباط والهدوء في واحدة من أهم المحافظات الحدودية في مصر.
جاء تكليف اللواء حاتم الحداد ضمن حركة تنقلات وزارة الداخلية التي أقرها اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، في إطار ضخ دماء جديدة وقيادات ذات كفاءة عالية في مواقع المسؤولية. وقد كان اختيار الحداد لهذا الموقع في محلّه، لما يتمتع به من خبرات طويلة وشخصية أمنية دقيقة وصارمة.
منذ اللحظة الأولى لتوليه المنصب، تبنّى اللواء الحداد سياسة “الأمن بالشراكة مع المواطن”، فاختار النزول إلى الشارع، والإشراف بنفسه على خطط التأمين، والتفاعل المباشر مع مشكلات الناس. وهي عقلية أمنية نادرة نحتاج إلى تعميمها، لأنها تؤمن بأن الأمن لا ينجح إلا إذا شعر به المواطن، لا إذا خاف منه.
مطروح، بطبيعتها الحدودية والسياحية، كانت بحاجة إلى فكر أمني غير تقليدي، وهذا ما قدّمه الحداد؛ من تأمين شامل للمصطافين، وضبط الأسواق، وتكثيف الحملات، والتعامل الذكي مع قضايا المخدرات والتعديات. كل ذلك بأسلوب متوازن يجمع بين الصرامة والمرونة.
والأهم أن أداء اللواء الحداد في مطروح يجسّد الرؤية التي يحرص عليها اللواء محمود توفيق في وزارة الداخلية، وهي تطوير الفكر الأمني، ودعم القيادات القادرة على الجمع بين الانضباط الإداري والكفاءة الميدانية، وتعزيز العلاقة بين رجل الشرطة والمجتمع.
مطروح اليوم أكثر أمانًا، ليس فقط لأن بها خطة أمنية محكمة، بل لأن على رأس جهازها الأمني رجلًا يعرف جيدًا كيف يُدار الأمن بعقل الدولة وقلب المواطن.