في واقعة تثير علامات استفهام كبرى حول غياب الرقابة، اجتاحت الطفلة “ندى الصياد” — التي لم تتجاوز السن القانوني — بارات وكافيهات المهندسين، تقدم فقرات غنائية ليلية دون امتلاك أدنى تصاريح رسمية من نقابة المهن الموسيقية، في تحدٍ فجٍّ لكل القوانين واللوائح المنظمة للعمل الفني في مصر.
ظهرت ندى، التي ما تزال قاصرًا، على خشبات عدد من الأماكن الليلية، تتراقص وتغني لجمهور من البالغين، في مشهد يثير الغضب والسخط، ليس فقط لعدم قانونية ما يحدث، ولكن أيضًا لما يمثله من تعدٍّ صارخ على حقوق الطفولة وتجاهل صريح لكل معايير حماية القاصرين.
في المقابل، تلتزم نقابة المهن الموسيقية الصمت المريب، وكأن الأمر لا يعنيها، رغم تعهداتها السابقة بملاحقة أي فنان يعمل دون تصريح رسمي. أين هي لجان التفتيش؟ أين هو تطبيق القانون؟ وهل أصبحت شوارع المهندسين مرتعًا لكل من هبّ ودبّ ليمارس الغناء دون حسيب أو رقيب؟
الواقعة تطرح أسئلة ملحّة:
كيف تسمح أماكن السهر بتقديم طفلة لجمهور ليلي بلا حماية قانونية؟
ولماذا لم تتحرك المصنفات الفنية لضبط هذه الفوضى؟
والأهم: من المسؤول عن تعريض قاصر لمثل هذه الأجواء الخطرة؟
أمام هذه الفوضى، يبقى مصير ندى الصياد معلقًا بين الطموح والاستغلال، بينما المجتمع يقف متفرجًا، والنقابة في “سبات عميق”، إلى أن تقع الكارثة التي يدفع الجميع ثمنها.