مأساة الطفلة منة تروى قصة البؤس والحرمان فى الوراق

الأم تحجر قلبها وألقت فلذة كبدها فى الشارع وسائق التوك توك وزوجته أذقها مر العذاب

8 مايو 2024آخر تحديث :
مأساة الطفلة منة تروى قصة البؤس والحرمان فى الوراق
كتب/ سيد جمال

طفلة عمرها 5 سنوات، بجسدها كدمات وجٌروح، وصلت إلى مستشفى الساحل العام، رفقة سائق «توك توك» وزوجته، لتلقي العلاج اللازم، إثر تعديهما عليها بالضرب، بسؤال الأطباء لها: «مين اللي عمل فيكِ كده يا حبيبتى؟»، أشارت في براءة إلى أن مرتكبي الواقعة: «اللي معايا دول»، ثم أضافت عن صلتهما بها: «هما اللي ربوني بعدما أمي رمتني».. كانت بداية تحرى وحدة مباحث قسم شرطة الوراق بالجيزة عن الواقعة، لتكشف مأساة الصغيرة التي ألقت بها الأم في الشوارع وتخلت عن شقيقتها بإيداعها إحدى دور الرعاية، فيما اكتفت بتربية أختهما الثالثة بعد دخول رب الأسرة إلى السجن.

السر في كرداسة

قوة من قسم شرطة الوراق، يتقدمها المقدم محمد طارق، رئيس المباحث، انتقلت إلى المستشفى، استمعت لأقوال الصغيرة المجني عليها، و«السائق» «محمود»، وزوجته «عبير»، المقيمان في جزيرة محمد، فقالا إنهما أطلقا على الطفلة اسم «منة»، حين تسلمها من رجل يُدعى «حسين» يسكن إحدى قرى مدينة كرداسة، إذ كانت الطفلة وقتئذا بعمر العامين «رضيعة»، ليبدأ في تربيتها كونهما لم يرزقا بأطفال.

كافح الزوجين مع «منة»، التي كانت تناديهما بـ«بابا وماما»، وأفهماه أنها «ابنتهما بالتبني» رغم صغر سنها أدركت ذلك تمامًا، فقالت لرئيس المباحث، وهو يسألها عن سبب إصابتها في الظهر بجروح إثر الضرب: «يا عمو دول بابا (محمود) وماما (عبير) كانوا ضربوني، وبعدين جابوني على المستشفى وأنا بحبهم»، ليبرر المشكو في حقهما التعدي على الطفلة بأنها بتعمل «دوشة جامدة» وتتبول لا إراديًا على نفسها ما فاق قدرتهما لتحملها هكذا.

أنا ماما يا ضنايا

بناءً على توجيهات اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، انطلقت مأمورية أمنية إلى مسكن «حسين» الذي سلم الطفلة إلى السائق وزوجته، بسؤاله عن هوية والدتها، أشارت إلى مواصفتها إذ قال إنها تقطن أحد أحياء مدينة السادس من أكتوبر، حيث تقابلت معها الشرطة وتبينّ أنها تُدعى «سحر»، في العقد الرابع من العمر، وحكت مأساتها بقولها: «جوزي دخل السجن من حوالي 3 سنين، الحمل تقل عليا جامد، إيجار الشقة اتكسر عليا بالشهور مع المصاريف، وساعتها تخليت عن بنتي (كارما) وسلمتها لراجل في كرداسة، وهي بعمر العامين، وبعدين وديت أختها (سجدة)، وكانت بعمر الـ5 سنوات إلى دار رعاية».

من بين دموعها، تروي «سحر»، أنّها اكتفت برعاية ابنتها الكبرى «مروة» والتي تبلغ من العمر الآن 14 عامًا، لكنهما لم تعيشا حياة هنيئة، إذ تتسولا في الشوارع حتى تستطعيان العيش وتوفير نفقاتهما، وما إن رأت الأم ابنتها المجني عليها تعرفت عليها وأخذتها بين أحضانها وأشارت لها: «أنا ماما يا ضنايا.. ربنا جمعني بيكِ تاني»، لتكتشف أن من تكفل برعايتها بدلا اسمها لـ«منة».

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق