الإنسان ليس ذلك الكائن الطيب الذى يدعى أنه لا يهاجم إلا دفاعاً عن النفس و لكنه في الحقيقة كائن يختزن فى تكوينه النفسى و كوامنه الغريزيه قدرا لا مثيل له من العنف الذى يتحول لوحش لا يمكن السيطرة عليه
و ما يحدث الآن فى غزة هو تجسيد حقيقى لهذا المعنى بل أشد قسوة فهو إبادة بكل ما تحمل الكلمة من معنى و إبادة ممنهجة و منظمة أشبه بمحرقة “الهولوكوست” التى كانت بمثابة الحل النهائي للقضية اليهودية على يد هتلر النازى و التى قتل فيها اكثر من ستة ملايين يهودى
الفرق الوحيد أن ضحية الأمس هو جلاد اليوم الذى يبرر ما يفعله بمسوغات لا يتقبلها عقل طفل صغير ضارباً عرض الحائط بما أتفق عليه فى” أوسلو ” و ” كامب ديفيد” و بكل الإتفاقيات و المواثيق الدولية ” متناسيا حقوق الإنسان التى طالما تتشدق بها حكومات و برلمانات الغرب فى كل حين بل و فرضتها على الدول النامية ‘
كل ما فى الأمر أنه حينما يتعلق الأمر بالفلسطينيين و العرب تبدأ سياسة ” الكيل بمكيالين ” والتى يجيدها الأوربيون تماما ‘ أليسوا هم من أعطوا اليهود أرضا ليست من حقهم تكفيرا عما فعلوه بهم في الماضي ؟!
فالأرض مسروقه و التاريخ مسروق حتى العلم مسروق ( هل تعلمون أن علم اسرائيل يعود فالأصل إلى إمارة إسلامية تسمى ” قرمان ” بجزيرة الأناضول بتركيا).
بعد تزايد حدة الرفض العالمى لما تمارسة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني من عنف ممنهج و غير مبرر بقيادة هتلر هذا الزمان أبو ” يئير ” الذى يعيش بميامى بأمريكا غارقاً بالملذات فى الوقت الذى تستدعي فيه إسرائيل أبنائها من كل مكان ‘ و زوج ” سارة ” أو بمعنى أدق دمية سارة المتحركة
نتنياهو ( وهذا ليس كلامى بل كلام الشعب الإسرائيلي نفسه) ‘ربما نرى ” نورمبرج” جديده
(و نورمبرج هذه و المعروفة أيضا بإسم ” إتفاقية و ميثاق لندن” هى أول و اشهر محاكمة فى التاريخ لمجرمى الحرب حيث أنها كانت محاكمة عسكرية دولية أقيمت سنة ١٩٤٥ لمحاكمة القادة الألمان عن جرائمهم فى الحرب العالمية الثانية )
لمحاسبة القادة اليهود و على رأسهم ” النتن ياهو ” على ما اقترفوه فى حق أطفال و نساء غزة و فى حق كل أسرة فلسطينية بها جريح او شهيد أو أسير….