قبل أذان الجمعة، كان أهالي الطريق الأبيض على موعد مع حادث مروع بات حديث الساعة. لا صوت يعلو فوق إنهاء سطوة سائقي الميكروباص على حُرمة الطريق العام مع توالي الحوادث والتي دفع ثمن آخرها 3 أشخاص بينهم سيدة وأصيب اثنان آخران.
أمام محل لبيع الأسماك، وقف البعض لفحص المعروض لاختيار أفضل الموجود أملا في إعداد وجبة سمك طازجة لكنها لحظات تبدلت معها الأجواء 180 درجة.
سيارة أجرة “ترامكو” تقطع حالة الهدوء بسرعته الجنونية، فيبدو أن قائدها لا يحكم سيطرته على عجلة القيادة. تنحرف السيارة عن مسارها لتطيح بالواقفين أمام طاولات السمك وسط ذهول المارة وأصحاب المحلات.
لقي رجلان وسيدة مصرعهم، وأصيب اثنان آخران جراء الحادث ليتجمع العشرات من قاطني منطقة أرض اللواء شمال الجيزة.
وصلة من الضرب المبرح كانت من نصيب السائق قبل فراره. تقاسم أصحاب المحال والمارة الأدوار ما بين نجدة المصابين وتأديب السائق.
فور تلقيه البلاغ عبر شرطة النجدة، وجه مأمور قسم شرطة العجوزة بسرعة انتقال قوة إلى محل الحادث بالتنسيق مع نقطة شرطة أرض اللواء.
وتبين بالفحص المبدئي أن سائق سيارة ميكروباص “لا تقل أي ركاب” يسير بسرعة جنونية، صدم عدد من الأشخاص بالشارع، ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة اثنين آخرين.
شهاد عيان روى كواليس الحادث قائلا “ميكروباص دخل في الناس اللي واقفة تشتري من محل سمك بالقرب من مقهى الدوار” لكن المشهد الأكثر صعوبة حال وصول نجل السيدة المتوفاة “قعد يبكي جنبها.. المنظر يخلع القلوب”، حسب وصف شاهد عيان.
وطالب سكان المنطقة الأجهزة الأمنية ممثلة في إدارة المرور ونقطة شرطة أرض اللواء بالتصدي لرعونة السائقين خاصة صغار السن مؤكدين “كلهم بيسوقوا تحت تأثير المخدرات”.
وألقت قوات الأمن القبض على السائق وتبيه أنه يبلغ من العمر 25 سنة لا يحمل ثمة تراخص. وأرجع السائق سبب وقوع الحادث إلى “مكنش قصدي.. الطارة لفت في إيدي وملحقتش أتفادى الناس”.
مع تداول الأهالي رواية حول قيادة السائق للسيارة تحت تأثير مخدر الإستروكس، نفى مصدر أمني ذلك مؤكدا “هناخد منه عينة والنتيجة هتوضح كل حاجة”.