في صباح كل يوم تستعد “شيماء” وأشقاؤها الأربعة لمشاجرة جديدة مع الأب، “تيمة” اعتادوا عليها من الوالد الذي لا يرتاح له بال قبل أن “يصبّح” أولاده بـ”علقة ساخنة”، روتين يومي اعتادت عليه الأسرة قبل أن تلقى أحدهم مصرعها في “ضربة شومة” من الأب، ويرحل الأخير أيضا بنفس الضربة التي أذاقها لابنته وكل ذلك في غضون 8 أشهر فقط .
جريمة قتل هزت الرأي العام في محافظة مطروح، بقيام فتيات بقتل أبيهن داخل المنزل منذ أيام وهي ليست الجريمة الأولي التي تعرضت لها الأسرة، والصدمة أنها الثانية ليسقط قتيلين من الأسرة الواحدة البنت والأب، في ظل خلافات أسرية أحاطت بهم، ورعب الصغار الذين تركوا المنزل ولجأوا إلى جيران للإقامة عندهم، عقب وقوع جريمة القتل الثانية، بينما الجناه أحرار.
قتل الفتاه والأب يرجع إلى سوء معاملة الأب لأبنائه كانت كلمة السر وراء الجريمة الأولى والثانية، بعد أن اعتدى الأب المدعو، حسن. م. س. ا، 52 سنة، على إحدى بناته الخمسة بالضرب المبرح، بالعصا على رأسها، فلفظت أنفاسها الأخيرة في الحال.
يمكث الأب الذي قتل ابنته، 8 أشهر داخل السجن حتى يصدر قرار بإطلاق سراحه على ذمة القضية لأنه العائل الوحيد للأسرة، واستكمال نظر القضية أمام محكمة جنايات مطروح، واستمر في سوء تعامله مع فتياته الأربع وطفل صغير، من سباب وضرب، رغم الألم الذي يعتصرهن بعد مقتل أختهن.
وفي ليلة ثاني أيام عيد الفطر، زاد الأب من قسوته على الفتيات بالضرب المبرح، وحاولت “شيماء”، 19 سنة، الدفاع هي وأختيها عن أنفسهن فضربوا أبيهم بعصا خشبية غليظة ولم يشعرن إلا لحظة سقوطة أمامهن جثة هامدة، ونقلته سيارة الإسعاف إلى مستشفى مطروح العام.
وكشف فحص مفتش الصحة، عن تعرضه لكسر بالجمجمة ونزيف حاد بالمخ، نتيجة اعتداء من آخرين على رأسه، وجرى حبس ثلاثة من الفتيات “شيماء” الابنة الكبرى وأختيها الأصغر، 15 سنة، و12 سنة، 4 أيام على ذمة التحقيقات بقرار من النيابة العامة، وأعقبها إخلاء سبيلهن على ذمة القضية، بعد أن أكدن أمام النيابة دفاعهن عن أنفسهن نتيجة الاعتداء عليهن من الأب باستمرار “قتل أختنا وخوفنا على أنفسنا”.