وقائع القبض علي ميدو ملك البانجو في اسوان

4 أبريل 2019آخر تحديث :
وقائع القبض علي ميدو ملك البانجو في اسوان

كتبت / فاطمه عبد الرسول

وضع «محمد » قدميه علي أول طريق الإجرام وهو في عمر الزهور الذي يتطلع فيه كل شاب نحو مستقبل واعد من المفروض أنه ينتظره، لم يكن الشاب المراهق الذي ولد لأسرة مستورة الحال في أحد نجوع قري مركز كوم أمبو يفكر كثيرا في الواقع الذي يعيشه

 

ولكن كانت تطلعاته وأطماعه بالثراء الفاحش تفوق أحلامه الوردية التي كان يفصح بها لأصدقائه في جلسات السمر والمزاج التي تجمعه بأرباب السوء، فالهدف الذي وضعه محمد أمامه هو اكتناز أكبر قدر من المال يستطيع من خلاله أن يفعل ما يشاء.

 

ورغم أن محمد الذى اشتهر بـ ميدوكان ماهرا فى تصنيع المنتجات اليدوية البيئية التى تعتمد فى تصنيعها على مخلفات النخيل والأشجار، فإن ما كان يكسبه من رزق حلال لم يرض طموحه، خاصة أن ما يقبضه فى نهاية اليوم يتبخر فى سهرات المساء، وبمرور الأيام افتقد ميدو التركيز وأهمل صنعته التى لم يصن نعمتها وحاول أبوه المكلوم أن يرده عن شلة السوء التى تلتف حوله دون جدوى. ظل ميدو يترنح، ولم يعد هو الشاب القادر على تدبير احتياجاته بعد أن هجره زبائنه وبارت تجارته، فتحول من زعيمكان يملك مفاتيح التحكم فى شلته إلى شخص عادي، الأمر الذى جعل الدم يغلى بين عروقه ليثبت للجميع إنه سيظل الأقوى مهما تغيرت الظروف، فبدأ يبحث عن طريق آخر يعيد إليه قوة المال وسطوة النفوذ وهو الطريق المفروش بأشواك الجريمة، وفى وقت قياسى حطم ميدو كل التوقعات، وبشكل مفاجئ ظهرت عليه علامات الثراء وامتلك سلاحا ناريا، والسلاح النارى فى قرى الصعيد دلالة على الغنى الفاحش إلا إذا كان مصدره من السرقة.

 

ومع تبدل أحواله ويُسر حاله، بات ميدو مصدر قلق ومشاكل وغيرة بين أصدقائه، خاصة بعد أن تغيرت طباعه ولم يعد ميدو هو الشاب الذى ينفق عليهم ببذخ، وفى إحدى الليالى بينما الرؤوس تترنح من الدخان الأزرق فضفض ميدو عن السر فى ثروته المفاجئة وبدون أن يدرى استفاض فى دقائق الجرائم التى ارتكبها، لتصل هذه المعلومات لدى رجال مباحث مركز كوم أمبو الذين رصدوا تحركاته ونجحوا فى ضبطه 7 مرات دونها أرشيفه الجنائى وهو الذى لم يكمل عمره الرابع والعشرين.

 

وتنفيذا للقصاص، دأب ميدو بمشاكله على دخول السجن، تارة لحكم قد صدر ضده وأخرى من أجل تنفيذ أمر بالحبس الاحتياطي، ولكن فى النهاية كان يخرج من هذا وذاك بريئا براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وهو أشد عنفا وإصرارا على استكمال مشواره فى الاتجار بالمخدرات، حتى جاءت الضربة القاضية التى أنهت مغامرات ميدو مشاكل. عقب ورود المعلومات التى توصلت إليها تحريات المقدم صالح عبد الحليم رئيس مباحث مركز كوم أمبو حول عزم محمد الشهير بميدو ترويج كمية من البانجو تسلمها من أحد التجار، وبعد أن تم عرض المعلومات على اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية ، تم استصدار إذن ضبط المتهم من النيابة العامة، حيث قام فريق من رجال المباحث ضم كلا من النقيبين مراد الليثى وأحمد هجرس بالتحرك صوب نجعميدووبينما هو مستغرق مع نفسه فى تقسيم الكمية تأهبا لتسليم كل تاجر حصته، كانت المأمورية الأمنية الخاصة تطبق على وهو متلبس بحيازة 5 كيلو جرامات من البانجو وسلاح نارى عبارة عن بندقية آلية عيار 7,6239 ملليمتر، بالإضافة إلى 5 طلقات من ذات العيار، وأمام النيابة العامة تم عرض المتهم ، حيث أمر المحقق بحبسه وتحريز المضبوطات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق