أعادت واقعة استخدام مكبرات الصوت بأحد المساجد في محافظة الجيزة إشعال الجدل حول حدود الصوت المسموح به، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق خلافًا بين أحد السكان وأحد العاملين بالمسجد، بسبب إذاعة تلاوة القرآن قبل أذان الفجر عبر مكبرات خارجية شديدة الارتفاع.
صاحب الواقعة، أحمد عبد المجيد، 42 عامًا، أكد أن اعتراضه لم يكن بدافع إثارة الجدل أو البحث عن الشهرة، وإنما نتيجة معاناة يومية يعيشها هو وأسرته منذ فترة طويلة، بسبب الضوضاء المتكررة في ساعات الفجر الأولى.
وأوضح عبد المجيد أن طفله الصغير بات يستيقظ يوميًا مفزوعًا من النوم نتيجة شدة الصوت، وهو ما انعكس سلبًا على حالته النفسية وصحة الأسرة بالكامل، خاصة والدته المسنة التي تعاني من اضطرابات صحية تفاقمت بسبب قلة النوم.
وأشار إلى أنه حاول حل الأزمة وديًا أكثر من مرة، وتقدم بعدة شكاوى لخفض مستوى الصوت دون جدوى، مؤكدًا أن المشكلة مستمرة منذ ما يقرب من عام، في ظل استخدام مكبرات خارجية وسماعات قوية لبث التلاوة قبل الفجر بساعات، رغم أن الميكروفون – بحسب قوله – مخصص للأذان فقط.
وشدد عبد المجيد على أنه لا يعترض على الشعائر الدينية أو إذاعة القرآن الكريم، لكنه يطالب فقط بمراعاة ظروف السكان المحيطين بالمسجد، خاصة المرضى وكبار السن، قائلًا: «إحنا عايزين نعيش في هدوء، ومش طالبين أكتر من كده».
وتعود تفاصيل الواقعة إلى منطقة أبو النمرس، أمام مسجد الخليل بشارع الصياد، حيث أظهر الفيديو المتداول مشادة كلامية بسبب ارتفاع الصوت، ما أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتباينت ردود الأفعال بين مؤيد لمطالب تخفيف الإزعاج حفاظًا على راحة الأهالي، وآخرين رأوا أن بث القرآن أمر معتاد ولا يجب الاعتراض عليه، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة النقاش حول تنظيم استخدام مكبرات الصوت في دور العبادة، وتحقيق التوازن بين إقامة الشعائر الدينية واحترام حق المواطنين في الهدوء.














