في مجتمع تتزايد فيه حالات التفكك الأسري، لا يمكن أن نغض الطرف عن ظاهرة مؤسفة بدأت تتسلل إلى بيوت كثيرة: زوجات يخترن طريق الافتراء على أزواجهن، ويحوّلن الحياة الزوجية إلى معركة مفتوحة، لا رابح فيها.
نعم، نعلم أن هناك رجالًا ظالمين، وقضايا عنف أسري يجب أن نتصدى لها بكل قوة، لكن في المقابل، هناك أيضًا نساء يفتعلن الأزمات، يبالغن في الشكاوى، ويوجهْن الاتهامات الكاذبة بدافع الانتقام أو الطمع، أو حتى الرغبة في السيطرة وفرض الهيمنة على الرجل.
تبدأ الحكاية غالبًا بمطالب غير واقعية، تتبعها تهديدات، ثم تتحول إلى إهانات وتشهير، وربما تصل إلى المحاكم بتهم مختلقة، دون اعتبار لسمعة الرجل أو لمصير الأطفال الذين يصبحون ضحايا لهذه المعركة المسمومة.
بعض النساء للأسف استغللن القوانين التي وُضعت لحمايتهن، وأصبحن يستخدمنها كوسيلة ضغط لا كوسيلة عدالة. فتحوّلت بعض البيوت إلى ساحة قتال، وانهارت أسر كان يمكن أن تنجح لو اختارت المرأة طريق الصبر والحوار لا طريق العناد والافتراء.
لا ندعو هنا إلى إلغاء حقوق المرأة، ولا إلى تبرئة كل الرجال، لكن العدالة الحقيقية تقتضي أن ننظر في كل حالة بميزان منصف، لا أن نميل تلقائيًا لطرف على حساب طرف آخر.
إن الأسرة مسؤولية مشتركة، لا تُبنى بالحب فقط، بل بالاحترام والتفاهم والتنازل من أجل استمرار المودة. فهل تدرك كل زوجة أن الهدم سهل، لكن إعادة البناء قد تكون مستحيلة؟