بطولات لا تتنهى الداخلية مصدر الامان الاول فى مصر
حماة الوطن مصدر الثقة الدائمة للمواطن المصرى
تتسم وزارة الداخلية بالصقور التى لا تنام وتعمل دوما على الامن والامان الراسخ لدى الشعب المصري والجميع يعلم المحن العديدة التي مرت بها مصر على مصر العصور وصمدت رجال الشرطة فى ظل المحن العديدة وكانت الايدي الراضعة لكل غالا مستغل خارج عن القانون
تأسست كلية الشرطة عام 1896 ومصطلح «البوليس» كلمة لاتينية من أصول يونانية، وأنشئت أول مدرسة لإعداد ضباط الشرطة من خلال عنبر صغير فى منطقة ثكنات عابدين، حيث اختُبر للالتحاق بها حينها 16 طالباً من طلبة المدارس الابتدائية، وكانت مدة الدراسة حينها 5 أشهر يتلقون خلالها التدريبات العسكرية. تاريخ كلية الشرطة ممتد بالبطولات حتى اليوم، وفق حوار اللواء الدكتور عبدالوهاب الراعى، الخبير الأمنى والأستاذ بالأكاديميات العسكرية والشرطية ففى عيد الشرطة الـ71 سيكون لنا حديث مستفيض عن بطولات الشرطة وذكرى ملحمة الإسماعيلية التى اتخذتها الشرطة عيداً
أكاديمية الشرطة تضم 4 كليات لتأهيل رجل كفء ومدرّب ويحسن التعامل مع الجمهور
ويحسن التعامل مع الجمهور
حدّثنا عن تاريخ كلية الشرطة أو مدرسة البوليس؟
– بحلول عام 1898، تم الإعلان عن أول شروط التقدّم للالتحاق بمدرسة البوليس عقب الحصول على الشهادة الابتدائية، وتم تطوير أنظمة الدراسة، بزيادة مدتها إلى سنة بدلاً من 5 أشهر، لاسيما إضافة بعض المواد الدراسية فى القانون، وفقاً لما كانت تتم دراسته بمدرسة الحقوق الخديوية.
وقبل التخرّج كان يعقد امتحان أمام لجنة تضم رجال القضاء والإدارة. وفى 1899، انتقلت مدرسة البوليس إلى مبانى إدارة أسلحة ومهمات البوليس ببولاق، وأعد حينها جناح مكون من عنبرين أحدهما للنوم والآخر لتناول الطعام، وتم تغيير اسمها إلى «أساس البوليس»، وظل أهم شروط الالتحاق بها الحصول على الشهادة الابتدائية، حتى عام 1901 حين تم إقرار 30 جنيهاً كمصروفات دراسية للمدرسة.
وفى 1904، تم رفع مدة الدراسة من عام إلى عامين، وتقرّر حينها منح خريج الشرطة الحاصل على شهادة البكالوريا عند تخرّجه رتبة الملازم أول، والحاصلين على شهادة الابتدائية أو الكفاءة على رتبة ملازم ثانٍ، حتى تم نقلها إلى القلعة دون تغيير فى أنظمة التعليم بها، ومن ثم إلى سراى شريف باشا فى 1906.
منذ متى انضمت النساء إلى كلية البوليس؟
– تخرّجت أول دفعة للبوليس النسائى تحت مسمى «الكونستبلات» فى عام 1953، ويُذكر حينها أن أوائل الدفعة كانت ملازم ثانٍ قاسمة أحمد، والكونستبلة ملازم أول نعمة حسن، والكونستبلة عطيات محمد خليل، حتى تحولت المدرسة إلى كلية الشرطة فى أوائل الأربعينات.
فى العصر الحديث تم إنشاء أكاديمية الشرطة.. حدثنا عنها؟
– أُنشئت أكاديمية الشرطة فى عام 1975، وضمّت كلية الشرطة وكلية الدراسات العليا ومدرسة تدريب كلاب الحراسة وكلية التدريب والتنمية ومعهد بحوث الشرطة، كما صدر الأمر العمومى رقم 43 فى 29 أكتوبر سنة 1959 من وزارة الداخلية فى شأن البناء التنظيمى للكلية، والقرار الجمهورى رقم 205 لسنة 1960 بضم 18 فداناً من الأرض المجاورة للكلية من الناحية الشمالية بمناسبة خطة التوسعات الجديدة، والقرار الوزارى رقم 107 لسنة 1961 بنظام كلية الشرطة.
ماذا عن المسيرة العلمية الممتدة لطلاب الشرطة؟
– يتلقى ضباط الشرطة 4 سنوات من الدراسة حتى التخرج برتبة ملازم والحصول على مؤهل دراسى، ليسانس الحقوق، مع دبلوم العلوم الشرطية، ومؤخراً صدر قرار وزارى بمنح حاملى المؤهلات العليا من أفراد الشرطة رتبة الملازم عقب الالتحاق بأكاديمية الشرطة لمدة ستة أشهر، على أن يُطلق عليهم «الضباط الأكاديميون».
كما يتم قبول ضباط الشرطة بتنسيق القبول فى كليات الحقوق للعام ذاته، كون الطالب يحصل على ليسانس حقوق، ولكن هناك شروطاً واختبارات، بينها الصحية والرياضية، وما يُعرف بـ«كشف الهيئة»، كما يجب أن تكون عائلة الطالب على مستوى معين لا تحتوى على أشخاص مطلوبين جنائياً.
ننتقل إلى الحديث عن عيد الشرطة، ما الذى يمثله يوم 25 يناير 1952؟
– وثّقت معركة الشرطة ضد الاحتلال فى الإسماعيلية، حقاً أصيلاً للأجيال، لترسيخ التضحيات والانتماء والولاء للوطن، وإلقاء الضوء عليها بالتوازى مع تضحيات القوات المسلحة والشرطة فى المناهج التعليمية للنشء من محاور دعم الأمن الفكرى للأجيال، حيث حدثت الملحمة بتاريخ 25 يناير 1952، حين رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء ديوان محافظة الإسماعيلية وقسم الشرطة للقوات البريطانية، ومن يومها صارت ذكرى تلك المعركة عيداً للشرطة.
وأسفرت الاشتباكات غير المتكافئة عتاداً وتعداداً بين الشرطة المصرية والاحتلال البريطانى، عن استشهاد 56 شرطياً مصرياً و73 جريحاً، واستولى البريطانيون على مقر المحافظة، وكان ذلك بعد إلغاء مصر معاهدة الصداقة مع بريطانيا، حيث كانت القوات البريطانية فى منطقة القناة فى حرج شديد، بسبب الأنشطة الفدائية الوطنية ضدهم، وانسحاب عمال مصر من العمل فى معسكراتهم، وتوقف الموردين عن توريد الأغذية لقواتهم، البالغة نحو 80 ألف جندى وضابط.
ماذا عن بطولات الشرطة فى الفترات الزمنية القريبة؟
– فى 30 يونيو 2013، سرعان ما فطن الشعب لحجم المؤامرة وحقائق الأمور، وتلاحم مع شرطة وطنه وقواته المسلحة، وانتفض فى ثورة شعبية غير مسبوقة تعداداً، بما يناهز 30 مليون نسمة، لتبدأ الشرطة بنجاح مرحلة جديدة من إعادة التوازن ومواجهة الإرهاب والجريمة والتطوير والتحسين لكفاءة وفاعلية المؤسسة، بدعم وتلاحم قوى من قواتنا المسلحة الباسلة، وتكبّدت قواتنا المسلحة والشرطة خلال تلك الحقبة، آلاف الشهداء والمصابين، دفاعاً عن أمن واستقرار الوطن.
الخبير الأمنى: الشرطة حقّقت نقلة كبيرة فى تحديث برامجها تشريعياً وتنظيمياً وتكنولوجياً خلال 7 سنوات
حدّثنا عن تطور جهاز الشرطة حالياً؟
– شهدت هيئة الشرطة خلال السبع سنوات الأخيرة، نقلة كبيرة فى تطوير وتحديث برامجها بجميع المحاور البشرية والمادية والتنظيمية والتكنولوجية والتشريعية، بما يتفق مع سياسة الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو الجمهورية الجديدة، والجارية فى المشروعات القومية والتنموية، من مدن جديدة وطرق ومناطق زراعية وصناعية واستثمارية وغيرها، ومن مظاهر ذلك نجاح قطاعات الأمن الوطنى والعام، ومكافحة المخدرات، وتكنولوجيا المعلومات، والجريمة المنظمة وغيرها فى مواجهة فاعلة للمخططات والجرائم الإرهابية والجنائية والبؤر الإجرامية وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية وغيرها، وهو من ركائز تحقيق مناخ الأمن والاستقرار اللازم للتنمية، مع تطور أساليب المواجهة، بما يتواءم مع تطور الجريمة.
وجاء تزويد الطرق والمحاور بشبكة من الكاميرات والرادارات ووسائل المراقبة الإلكترونية الحديثة، وربطها بمنظومة تكنولوجية متكاملة ليواكب مسيرة التنمية الشاملة، تسهم فى الحد من حوادث وجرائم الطرق وسرقة السيارات، وكشف غموض عدد من الجرائم بأنواعها، وتوافر المعلومات الصحيحة اللازمة لتحليل أزمة مرورية أو غيرها.
«الأحوال المدنية والمرور والجوازات» شهدت عصراً جديداً من الخدمات الإلكترونية
وماذا عن تطوير المنظومة العقابية والخدمات الجماهيرية؟
– كما أنشأت الدولة مراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة، ومجمعات سجون تواكب أفضل المؤسسات العقابية فى العالم، بالتزامن مع تحسين ظروف حجز وترحيل السجناء، وذلك فى مجال تطوير حقوق الإنسان، فضلاً عن المنافع التنموية المتوقعة، والناتجة عن استثمار أصول السجون العمومية الكائنة فى عمق المدن الكبرى.
وكذلك جرى تطوير منظومة الخدمات الجماهيرية الإلكترونية فى مجالات الأحوال المدنية والمرور والجوازات، وعصر جديد من خدمات إصدار التراخيص المرورية والملصق الإلكترونى ووحدات الفحص الفنى الإلكترونى، بما يتّفق مع توجّه الدولة نحو التحول الرقمى والشمول المالى، وإنشاء وتحديث مقار جديدة للوزارة وعدد من القطاعات والإدارات وأقسام ومراكز الشرطة والوحدات والنقاط التابعة، بما تشمله من أماكن للمواطن والعاملين وظروف آدمية للمتهمين، ما يعكس المساهمة فى جدية العمل وجودة الأداء.
تطوير العنصر البشرى
جرى تطوير العنصر البشرى من ضباط أو أفراد أو مدنيين أو طلاب، بما يكفل القدرة على حُسن التعامل مع الجمهور وتطبيق القانون بشكل صحيح، من خلال عدّة أوجه تأهيلية وتدريبية، ومنها تقسيم طلاب كلية الشرطة لأول مرة، إلى أقسام أمن عام وأمن مركزى ومرور وحماية مدنية، بما يسهم فى صقل وإعداد الضباط الجدد قبل بدء العمل.
وجاء خريجو الحقوق بقسم الضباط المتخصصين فى كلية الشرطة لأول مرة، مما يعد نهجاً جديداً يتوقع منه الأثر الطيب فى جودة أداء المؤسسة الأمنية، فضلاً عن دور الفتيات الضابطات ومشاركتهن الفاعلة بالمنظومة الأمنية وتطور الداخلية فى مجال المبادرات الإنسانية والاجتماعية، بما يُسهم بقوة فى تلاحم الشرطة مع المواطن وجودة الخدمة الأمنية، ومنها مبادرة «كلنا واحد».