كواليس مقتل طبيب مخ وأعصاب شهير داخل شقته بطنطا.. والنيابة تكشف تفاصيل جديدة
في مشهد صادم هزّ الوسط الطبي وأهالي مدينة طنطا، عُثر على جثمان طبيب مخ وأعصاب شهير، في العقد السابع من العمر، داخل شقته بشارع النادي، مكبل اليدين ومكمم الفم، وسط حالة من الذهول والترقب لكشف غموض واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها المدينة الهادئة.
بلاغ مفاجئ.. وجثة داخل الشقة
الساعة تقترب من منتصف الليل حين ورد بلاغ إلى الأجهزة الأمنية بقسم أول طنطا، يفيد بانبعاث روائح غريبة من إحدى الشقق الراقية بشارع النادي. انتقلت قوة من مباحث القسم بقيادة الرائد أحمد الكفراوي، وبمجرد الدخول، كانت الصدمة:
رجل في السبعينيات من عمره، مسجّى على الأرض، مكبّل اليدين، ومكمم الفم.. لا أثر لصراع عنيف، لكن علامات الخنق واضحة!
التحريات الأولية كشفت أن القتيل هو الدكتور (م.ع)، طبيب مخ وأعصاب معروف لدى المجتمع الطنطاوي، ويمتلك تاريخًا مهنيًا حافلًا، ويعيش بمفرده بعد وفاة زوجته وسفر أبنائه خارج البلاد.
صمت في الشارع.. ودهشة على الوجوه
الجيران لم يصدقوا الخبر، بعضهم بكى، وآخرون جلسوا مذهولين على الأرصفة. يقول “أ.خ”، أحد سكان العقار:
“الراجل عمره ما أذى حد.. دا كان محترم جدًا وبيساعد كل الناس.. آخر مرة شُوهد من يومين، وبعدين اختفى”.
المنطقة التي كانت تعرف بالهدوء والاستقرار تحوّلت في لحظات إلى ساحة أسئلة: من قتل الطبيب؟ ولماذا بهذه الطريقة؟
النيابة تدخل على خط الجريمة.. قرارات حاسمة
باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأصدرت عدة قرارات عاجلة لكشف ملابسات الجريمة:انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان الطبيب وبيان السبب الدقيق للوفاة وتوقيت حدوثها وتفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة المحيطة بالعقار لرصد أي تحركات مريبة.
كما أمرت باستدعاء عدد من الشهود، من بينهم الجيران والعاملين بالعقار، لسماع أقوالهم.
ةتكليف مباحث قسم أول طنطا بسرعة إجراء التحريات حول علاقات المجني عليه، والدوائر التي كان يتعامل معها مؤخرًا.
طلب فحص هاتف المجني عليه ومراجعة سجل المكالمات والرسائل في الأيام الأخيرة.
مسيرة مهنية بلا خصوم.. فمن الجاني؟
الطبيب الراحل، الذي بدأ مسيرته في السبعينيات، عمل بمستشفيات كبرى، وكان له عيادة شهيرة يقصدها مرضى من داخل وخارج الغربية. عرفه الجميع بابتسامته الهادئة وحرصه على متابعة مرضاه حتى بعد انتهاء الجلسات.
تؤكد مصادر مقربة أنه لم يكن له خصومات، ولم تُسجّل ضده أي بلاغات أو شكاوى، ما يزيد من غموض الجريمة.
خيوط التحقيق.. وأمل في العدالة
الأجهزة الأمنية بالتنسيق مع فريق النيابة العامة تعمل على تتبع كافة الخيوط الممكنة، خصوصًا ما يتعلق بعلاقات الطبيب خلال الفترة الأخيرة، وسيناريوهات دخول الجاني إلى الشقة دون كسر أو عنف.
ووسط حالة من الحزن التي خيمت على طنطا، تتعالى أصوات المطالبة بكشف القاتل وتقديمه للعدالة، خاصة أن الطبيب كان رمزًا للهدوء والإنسانية في مهنته وحياته.