لم يكن محمد يتوقع أن تتحول دقائق خروجه من سنتر الدروس الخصوصية إلى لحظة فاصلة بين الحياة والموت. الطالب بمدرسة عزبة زيدان، خرج كعادته من السنتر الكائن بمنطقة المسلة في محافظة الفيوم، بصحبة اثنين من زملائه، دون أن يدري أن مجموعة من الطلاب كانت تنتظره بالخارج.
في ثوانٍ معدودة، تحوّل المكان إلى ساحة فوضى. اعتداء مفاجئ، صراخ، ودماء تسيل من رقبة طالب لم يتجاوز عمره سنوات الدراسة. سلاح أبيض وُجّه نحوه بقصد الإيذاء، ليس داخل أسوار مدرسة، بل في شارع عام، أمام أعين المارة.
يقول أشرف عبد الحميد، والد محمد، إن نجله فوجئ بعدد من الطلاب يهاجمونه فور خروجه، مشيرًا إلى أن المتهمين الرئيسيين هم طالب من نفس المدرسة يُدعى «ع.م» الشهير بـ«إسكندر»، وآخر من خارج المدرسة حضر خصيصًا للاعتداء، بمشاركة شخص ثالث كان متواجدًا وقت الواقعة.
لم يكن الاعتداء وليد اللحظة، بل امتدادًا لخلاف سابق بدأ بمشادة كلامية داخل المدرسة قبل أيام، وتم احتواؤه إداريًا، قبل أن يعود خارج المدرسة بشكل أكثر عنفًا.
الضربة كانت قاسية… جرح قطعي في الرقبة، نزيف شديد، وذعر سيطر على المكان. تم نقل محمد على الفور إلى مستشفى الفيوم العام، حيث خضع لتدخل طبي عاجل. 8 غرز استقرت في عنقه، لكن الأخطر – بحسب الأطباء – أن الجرح كان يبعد سنتيمترًا واحدًا فقط عن الوريد الرئيسي، وهو ما كان كفيلًا بإنهاء حياته في لحظة.
الأب، الذي لم يستوعب بعد كيف نجا ابنه، يؤكد أن الصدمة لم تكن في الاعتداء فقط، بل في ما وصفه بمحاولات التستر على الواقعة. فمحمد – كما يقول – طالب ملتزم، يشارك في الأنشطة المدرسية، وعضو بالفرقة الموسيقية، والواقعة حدثت خارج اليوم الدراسي، ومع ذلك لم يجد دعمًا واضحًا من إدارة المدرسة.
لم تتوقف الأسرة عند حدود الصدمة، بل سارعت باتخاذ الإجراءات القانونية. تم تحرير محضر رسمي حمل رقم 22804، مدعّم بتسجيلات كاميرات مراقبة، ومقاطع فيديو التقطها طلاب وثّقت لحظة الاعتداء، لتكون شاهدًا على ما حدث.
اليوم، لا يطالب والد محمد سوى بالعدالة. عدالة تعيد لابنه حقه، وتمنع تكرار مشاهد العنف أمام مراكز التعليم، حيث يفترض أن تكون تلك الأماكن ملاذًا آمنًا للطلاب، لا بوابة مفتوحة للخطر.
