بكاء وصراخ شديدان هزا سكون «ساعة العصاري» في يوم صيفي ساخن جدا، خوف وهلع انتاب سكان منطقة المرج،
خرجت عشرات الرؤوس من النوافذ والبلكونات لاستطلاع الأمر، وعندما أدركوا أنها السيدة التي اعتادت الشجار مع
ابنها، هدأت أنفاسهم ودخلوا لمواصلة أعمالهم، وبعد دقائق قليلة سمعوا صوت ارتطام شديد بالأرض ليجدوا الأم وقد
سقطت من الطابق الثامن وأصبحت جثة هامدة غارقة في دمائها بينما يطل الابن مصدومًا من البلكونة التي شهدت نهاية شجارهما الدائم.
هكذا تجرد الابن من فطرته الإنسانية وقرر التخلص من والدته التي تبلغ من العمر 43 عامًا، بإلقائها من الطابق الثامن
بعد شجار بينهما بسبب رفضها منحه أي أموال حتى لا ينفقها على المخدرات، وأمام حالة الرفض اشتد هياجه ولم يدر إلا
وهو يحمل جسدها النحيل ويلقي به من البلكونة وسط صراخ أهالي الشارع، وكانت الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة،
تلقت إخطارًا من شرطة النجدة، بالعثور على جثة أسفل عقار سكني بمطقة المرج، وبعد انتقال ضباط المباحث إلى مكان
البلاغ، تبين أن المجني عليها ربة منزل سقطت من الطابق الثامن، وبالفحص تبين أن ابنها وراء ارتكاب الحادث.
لم تكن المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الشجار بين الابن المدمن ووالدته، فحسب ما كشفت التحريات، فقد اعتادا
الشجار بسبب إلحاحه في طلب الأموال منها، لكنها في المرة الأخيرة رفضت وأصرت على الرفض رغم العنف الذي بدا
منه، فتطور الأمر إلى ضرب وإلقاء من البلكونة، بعد أن هددها بالقتل في حال لم تستجب له.
ألقت الشرطة القبض على المتهم، وصرَحت النيابة العامة بتشريح جثة الأم المجني عليها للتأكد من أسباب الوفاة وكشف
ملابساتها، كما تم تفريغ الكاميرات الموجودة بمكان الحادث، وطالبت مباحث المرج استكمال التحريات في الواقعة.
